وفقا لما نشرته صحيفة المصريون الاحد 11 نوفمبر 2018 اعاد تولي الدكتور أحمد الريسوني لرئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو – الاتحاد المحظور في عدد من الدول العربية منها مصر- الكثير من التساؤلات، خاصة فيما يتعلق بالكثير من فتاوي الريسوني، والتي جاءت صادمة للإخوان المسلمين، والعديد من الإسلاميين.
وكانت أكثر فتاوي الريسوني جدلاً، هي التي عبر فيها من خلال حوار سابق منذ عامين 2016 مع صحيفة الأيام الأسبوعية بالمغرب، عن ارتياحه لإسقاط الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي من منصبه، قائلاً إن حركة “الإخوان المسلمين” لديها جمود فكري وعليها أن تتحرّر من تراث حسن البنا.
وأضاف أنه من الناحية السياسية كان ترشح الإخوان المسلمين للرئاسة غلطاً، وكذلك الدخول في تحمل مسؤوليات الدولة بسرعة خارقة، من أعلى الهرم فقط، وإلا فإن جسم الدولة كان كله ضدهم.
وتابع قائلا: حتى بعد الرئاسة نصحهم بعض الإخوان من الحركة والحزب بأن يتخلى مرسي عن الرئاسة، وأن يدعم الإخوان مرشحاً يكون فقط يحترم الحريات والديمقراطية، مثل عمرو موسى أو البرادعي.
وكانت الفتوي الثانية المثيرة للجدل في مقابلة له عام 2017، مع قناة cnn ، حيث قال الريسوني إن الحركات الإسلامية تشبه الأنظمة العربية في الخوف من الحرية، وإن بعض مسئولي هذه الحركات يظنون أنفسهم “حراس المعابد”، متحدثًا عن أن “العقم” في الفقه الإسلامي يعود إلى وطأة الاستبداد، محملاً هذا الأخير كذلك مسئولية ظهور الجماعات المتشددة التي تدعو للعنف والقتال.=
وأكد الريسوني أن تكرار التيار الإسلامي للأخطاء ذاتها في كل حقبة سياسية يعايشها يعود إلى أسباب عدة منها قلة اهتمام الحركات الإسلامية بالتاريخ وعبرة ودروسه، بل إن حتى تاريخها نفسه إما غير مكتوب، أو مكتوب بصورة انتقائية تمجيدية، أو مكتوب لأغراض دفاعية وتدافعية، وليس بصورة علمية موضوعية.
واعتبر أن الحركات الإسلامية تشبه الأنظمة العربية والأحزاب السياسية العربية، في خوفها من الحرية، ومن ذلك حرية التعبير وحرية الاختلاف.
كما اتهم الريسوني النظام السوري بأنه المسئول عن ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، معتبرًا أنه الرابح الأكبر من “داعش”، فقد أنقذه من ورطة خانقة، بل من موت محقق، بحسب قوله.
يذكر أن الريسوني تم انتخابه رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- خلفا للقرضاوي- في الاجتماع، الذي استضافته اسطنبول قبل يومين وعرف بالأكبر في تاريخ الاتحاد لجهة عدد المشاركين ( 1500 عالم من أكثر من 80 دولة).
وقبل توليه مهام المنصب الجديد، كان الريسوني قد تدرّج في العديد من المناصب الهامة داخل تنظيم “الإخوان المسلمين”، منها رئاسته لرابطة المستقبل الإسلامي في المغرب عام 1994 وحتى دمجها بحركة “الإصلاح والتجديد” ومن ثم تشكيل حركة “التوحيد والإصلاح” عام 1996 والتي بقي ريسوني رئيسًا لها حتي 2003.
وقد عرفت “التوحيد والإصلاح” بأنها الذراع الدعوي لحزب “العدالة والتنمية” في البلاد.
كما انتخب أول رئيس لرابطة علماء أهل السنة، المعروفة بتبعيتها لـ”الإخوان المسلمين” على صعيد عالمي.
وانتخب نائبًا لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أواخر عام 2013 عن السنة، بينما تولى نيابة الرئيس العلامة محمد واعظ زاده الخراساني عن الشيعة، وعن الإباضية م مفتي عمان الشيخ أحمد الخليلي.