لم يجد المعارضون لفكرة عمل المرأة في مجال الكاشير سوى القول بأن توظيف الرجال أولى من توظيف النساء، وبرغم أننا نتحدث عن مسالة تحليل وتحريم يجب أن تكون صالحة لكل زمان ومكان، إلا أننا سنحاول مسايرة هؤلاء وإقناع أنفسنا بأن مسألة توظيف الشباب السعودي تعنيهم حقا، لنطرح سؤالا بسيطا جدا: كيف يرى هؤلاء المتشددون أن تعيين 80 امرأة في مجال الكاشير يزيد من بطالة الشباب السعودي، بينما يعارضون في اللحظة ذاتها سعودة 30 ألف وظيفة في حلقات تحفيظ القرآن، بل ويقودون حملات شرسة من أجل الإبقاء على مجموعة من المعلمين غير العرب كي يعلموا الناس القرآن في البلد الذي نزل فيه القرآن؟!، وعذرهم أن ضعف الرواتب لن يجعل السعوديين يقبلون على هذه المهنة، رغم إدراكهم بأن التنظيم سوف يساهم في رفع الأجور، كما أن بعض المعلمين السعوديين سوف يقبلون على العمل في هذه الحلقات كعمل إضافي.. فهل يمكن مقارنة 80 فرصة عمل بثلاثين ألف فرصة عمل؟، هل رأيتم متاجرة بالدين أكبر من هذه؟.
باختصار، هذه هي عادة الصحويين عبر تاريخهم، فهم يحرمون حلالا، وحين يطالبهم الناس بالدليل الشرعي يلجأون إلى أعذار اقتصادية وتنظيمية ليس لها أية علاقة بمسألة الحرام والحلال، فحين فشلوا في إثبات حرمة قيادة المرأة للسيارة تذرعوا بحجج ليس لها علاقة بالدين، مثل الخوف من زيادة زحام السيارات في الشوارع أو إمكانية الاعتداء على النساء، وحين تسألهم: أليس الزحام بسبب أفكاركم العجيبة، حيث امتلأت الشوارع بالسيارات التي يقودها سائقو المنازل وسائقو الأجرة (الذين يختلون بالنساء بحكم الضرورة)؟ فلا تجد إجابة سوى التشكيك في إيمانك، أما حين تسألهم: ألستم من تولى تربية هذا المجتمع الفاضل حتى أصبح الاعتداء على المرأة في وضح النهار أمرا ممكنا، بينما النساء في مختلف دول العالم لا يشعرن بالخوف حين يخرجن إلى الشارع؟!، فلا تجد إجابة سوى الشتائم. لا يرى الصحويون وظيفة مناسبة للمرأة سوى الوظائف التعليمية، ممتاز جدا.. من الذي يسيطر على قطاع التعليم منذ نصف قرن، ويخص بناته وعماته وخالاته بالوظائف التعليمية، ويترك بنات الناس ينتظرن لسنوات دون رحمة؟، من هم ملاك أغلب المدارس الأهلية الذين (يلهطون) إعانة صندوق الموارد البشرية ويقدمون للمعلمة السعودية فتات الفتات؟، من الذي وقف في وجه توسيع فرص المرأة في الوظائف التعليمية، وحارب فكرة قيام المعلمات بتدريس الذكور في الصفوف الأولية؟!.
بصراحة، ودون أي تحامل، حين أقارن أفكار التيار الصحوي المحلي بأفكار بقية التيارات الإسلامية في العالم أجد أنه تيار (نسونجي) بامتياز!، حيث أن 90 في المائة من أدبياته وأطروحاته تتعلق بالمرأة، بعكس بقية التيارات الإسلامية في العالم التي تتناول مختلف شؤون الحياة، فسواء اتفقنا مع أطروحات هذه التيارات أو اختلفنا معها، إلا أننا نحترم نظرتها الشمولية التي تتناول جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في مجتمعاتها.. بعكس التيار الصحوي الذي لا هم له سوى محاصرة (الحريم)، بل إنه تيار لم يسجل أية إضافة للفكر الإسلامي، باستثناء ابتكاره لزواج المسيار!.. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم!.
[email]klfhrbe@gmail.com[/email]- نقلا عن عكاظ
- تحت رعاية خادم الحرمين.. تنظمه جامعة الإمام الرياض تحتضن المؤتمر الدولي «دور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي»
- سمو ولي العهد يستقبل أصحاب السمو أمراء المناطق
- وقف إعلان دقوا الشماسي بعد طلب أسرة عبد الحليم حافظ
- مشروع يوثّق المواقع السعودية التي عاش فيها أشهر شعراء العرب عبر التاريخ
- الصين تقدم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الدعم الأمريكي للسيارات الكهربائية
- لبنى الخالدي تشارك في حفل جوائز المرأة العربية
- مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يستعرض المؤشرات الاقتصادية المحلية والدولية
- قرص دواء واحد” يحاكي فوائد اللياقة البدنية دون ممارسة الرياضة..
- ألواح شمسية في مقل العيون .. خيال أصبح حقيقة
- أحداث وقعت في الخامس عشر من رمضان ابرزها زواج الرسول محمد
التيار النسونجي !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.alwakad.net/articles/47762.html