ربما شغل أبراهام ماسلو بهرم بناه في دراسة بحثية ثم طوره إلى نطاق واسع للاحتياجات الذي عرف (أنه فرع علم النفس الذي يدرس تطوّر ونمو الإنسان خلال المراحل المختلفة من حياتِه. وتناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان ووصف الدوافع التي تُحرّكه؛ وتتلخص هذه الاحتياجات في: الاحتياجات الفسيولوجية، وحاجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات) وأسهم عدد من الدارسين والعلماء في فروع العلوم الإنسانية والإدارية بالاهتمام بهذا الهرم حيث فاق الاهتمام به كثيراً من علوم الشريعة الإسلامية، وهرم مازلو رتب الاحتياجات في شكل هرمي فجاء هكذا من القاعدة الي رأس الهرم: الاحتياجات الفسيولوجية. احتياجات الأمان. الاحتياجات الاجتماعية. تقدير الذات. تحقيق الذات. وهنالك تفاصيل واسعة في علوم الاجتماع والنفس وقياسات الرأي أسهمت بإسهاب في تحليل ونقد علمي رصين لهذا النهج العلمي الذي أوجده مازلو.

لكن وجدت أن فقه المقاصد المالكي على وجه خاص قد سبق وازلو بمئات السنين حين وضع خمس ضرورات، هي في الأصل المنشأ لها من علم أصول الفقه الذي كان الإمام الشافعي رائداً سابقاً في وضعه. وقد اختصر أحد المواقع على الشابكة العنكبوتية التعريف المحمل المفيد (ذكر جمهور الأصوليين المقاصد الضرورية وفي عدهم لها اقتصروا على خمس #مقاصد وهي (1) الدين - (2) والنفس - (3) والعقل - (4) والنسل - (5) والمال وممن اقتصر في عده للمقاصد الضرورية على هذه الخمس الغزالي والرازي وابن قدامة المقدسي والآمدي والبيضاوي وصفي الدين الحنبلي والأسنوي والشاطبي، وذهب آخرون عند عدهم للمقاصد الضرورية إلى زيادة مقصد سادس وهو العرض وممن ذهب إلى ذلك القرافي وابن السبكي والزركشي وابن اللحام والشوكاني وابن بدران، ومن العلماء المعاصرين كالنبهاني من أضاف حفظ الدولة وحفظ الأمن وحفظ الكرامة، إلى الضرورات الخمس وهذه داخلة في الضرورات السابقة).

وهنا تبرز تساؤلات عن ربما قلة الدراسات وبالذات في مجال البحوث والرسائل الجامعية في الجامعات عن التطرق لأسبقية فقد المقاصد لهرم ماسلو للاحتياجات.

فعلى حسب علمي القاصر أعتقد أني لم أسمع أو اقرأ أن أي جامعة عربية أو حتى في بلدان العالم الإسلامي قد كتب أحد طلاب الدراسات العليا أو حتى أساتذتها بحثاً أو رسالة عن أسبقية فقه المقاصد وقبله أصول الفقه. ولعل النداء هنا للجامعات التي بها كليات للشريعة وأصول الدين أن تبادر لمثل هذه الدراسات.

وأدعو أيضاً رابطة العالم الإسلامي ومؤتمر الفقه الإسلامي أن يبادرا لانتشاء كراسي بحثية لهذا الغرض إن لم يكن قد تم. وبالله التوفيق.

بالتزامن مع صحيفة الرياض