د.هاني العقاد
كانت الأرض الفلسطينية ثورة قبل عدة سنوات ,وكانت الأرض الفلسطينية مرعبة كلما لامسها تاريخ أو مر بها يوم وطني ,كان الثوار قد كتبوا بدمائهم على سفوحها نصرا , وكان اليهود يحسبوا حساب هذا اليوم الذي يعتبرونه يوما لابد وان تقف فيه كل أجهزتهم العسكرية والأمنية على قدم , ولا يلتقط احد من اليهود نفسه لا قبل ولا بعد هذا اليوم ,انه يوم الأرض الذي كنا نتوعد فيه اليهود المحتلين بإشعال الأرض تحت أقدامهم وجعل ارضنا مقبرة لهم , انه يوم الأرض التي تنتظر منا أن نحررها فيه من الاحتلال و من انقسامنا الذي صادر يومها و أوجع عزتها و كبريائها وأضعف هيبتها ,فها هي الأرض باتت غاضبة منا ...!!
لقد مضي أكثر من ثلاث عقود على يوم الأرض الذي سقط فيه عشرات الشهداء من أبناء الأرض الفلسطينية , الأرض التي تسمح لنا أن ندوس على وجهها و نحن ثائرين لا منقسمين , الأرض التي باتت باكية لان أولادها لا يريدوا وحدتها , الأرض التي تتضرع بالدعاء لخالقها كل يوم أن يذهب غربة الأخوة ويوحد صفهم وكلمتهم. لقد تكلمت الأرض في يوم الأرض ثائرة كما كانت دوما منذ أن وطأت أقدام الصهاينة على ترابها , نادت كل الثائرين للمقاومة و الانتفاض للدفاع عن كرامتها وعزتها فما كان من المحتل الغاصب إلا و يمعن في إجرامه و قتلة والإصرار على انتهاك ما تبقي من حق في الحياة لسكان هذه الأرض الأبية, سالت دماء طاهرة ومازالت تسيل حتى يومنا هذا , وبعد أكثر من ثلاثين عاما تنادي الأرض اليوم كل العاشقين لترابها وسمائها وعبيرها ونسيمها أن يهبوا معا لمقاومة الاستيطان والتهويد , أن يهبوا معا لقلع يد المحتل التي صفع بها أصحاب هذه الأرض ويردوا الصاع صاعين و يقابلوا القتل بالقتل والموت بالموت والقصف بالقصف والغضب بالغضب.
لكن هذا وحده لن يمسح دموعها ويذهب بأسها و يمسح غضبها لأنها تعرف إننا نعيش على ظهرها منقسمين مشتتين متباعدين مخونين لبعضنا البعض وهي تعرف أن غزة هي نفسها الضفة , هي نفسها اللد والرملة و بيسان وحيفا ويافا ونابلس و جنين والقدس العاصمة عروقها وعصبها مربوط ببعض ولن تقسمها كل الجدران ولا الأسلاك ولا أي حقد صهيوني لان عروقها تغوص عميقا .. عميقا ولا تستطيع يد محتل أن تقطعها أو تقسمها, لكن الأرض اليوم عادت باكية وشاكية وسائلة ماذا حدث لأولادي ؟ كيف انقسم الإخوة واغترب حبهم وقسي بعضهم على الأخر, كيف لهم أن يعيشوا على ظهري و يقسموني فيحكم كل طرف منهم شيئا منى و قلبي مازال مغتصب مقهور, قلبي مازال عليل بلا دواء و الدواء بأيديهم , كيف لهم أن يمزقوا جسدي كما المحتل يريد وكما يخطط .
يأتي العام الحادي والثلاثين ليوم الأرض والأرض الفلسطينية غاضبة منا جميعا وغضبها كغضب الوالدين عندما يعق احد ما من أبنائه احدهما أو كلاهما, اليوم تغضب الأرض منا و فينا وعلينا جميعا لأننا أحببنا أنفسنا و فضلناها عنها وعن هيبتها , يأتي العام الحادي و الثلاثين ليوم الأرض و نحن ننكر تاريخنا و كفاح طويل القي الرعب في قلوب المحتلين زمنا طويلا , اليوم تنادينا الأرض أن نترك كل جاه أو مال و نتوحد على ظهرها و نبقي في خندق واحد , نقوي بعضنا و نشد اذر بعضنا البعض و نتقاسم لقمة العيش و المقاومة معا ونقطع الأسلاك بأيدنا الشداد ,ونرفع الراية على سفوحها عالياً , اليوم تقول الأرض ما بكم أولادي..؟ , اختلفتم و ما عدتم تفهموا ندائي ,وما عدتم لشرفي غيورين أو حافظين , اليوم تقول الأرض أولادي , أحفادي ,رجالي و نساء رجالي , أمهات أبنائي عودوا إلى موحدين , رايتكم هي راية الوطن ,فقلبي يحتاج إلى رجال ليحرره و يرفعوا الراية فوق مساجده و مقدساته التي تحفظ لكم دينكم و تبقي عزتكم و تجعل الأم تهابكم.
الم يحن الوقت لنقول للأرض لا تغضبي منا أمنا , نحن آسفون...آسفون لقد تهنا بعض الزمن , الم يحن الوقت لنستجيب لنداء أرضنا و كان الأجدر بنا ألا يمر يوم الأرض و نحن مختلفون, مقسمون ضعفاء , الم يحن الوقت لنقول للأرض إننا إليك قادمون لقلبك محررون و على ظهرك موحدون وعلى عهدك باقون , الم يحن الوقت لنقول لها غفرانك أرضنا , عفوك إننا كنا من الظالمين لأنفسنا وفي حبك مقصرين ,وعن شرفك غافلون , غفرانك أرضنا الطيبة فلسطين نحن قادمون .. قادمون ..موحدين , متآخين , سيوفنا على رقاب مغتصبيك ,عيوننا إلى الدولة تصبوا ونحن نتقدم ...نتقدم ونرفع راية فلسطين فوق الجميع .
[email]Akkad_price@yahoo.com[/email]
خاص بالوكاد