أحيانا كثيرة أتردد بالكتابة عن المشايخ المفتين، وإذا ظهر لي أحدهم بالصدفة على شاشة إحدى القنوات الفضائية، ولكي لا أقع بالمحظور أسارع بتغيير المحطة، على مبدأ (الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح).
غير أنني في ليلة البارحة أخذتني العزة بالإثم ولم أسد ذلك الباب بل إنني فتحته على مصراعيه، وجلست منصتا لذلك الشيخ الذي تلقى مكالمة من أحدهم.
وقبل أن أسرد عليكم فحوى المكالمة، لا بد وأن أصف لكم شخصية وعقلية ذلك الشيخ (العجيب الغريب)، فهو أولا كان متجهم الوجه بشكل رهيب، إلى درجة أن الزبد يتناثر من شدقيه من شدة الانفعال، ويبدو أنه حديث عهد بالعلوم الشرعية، وما زالت البداوة متمكنة منه ولم يستطع إلى الآن خلع ثيابها.
والمسألة وما فيها أن حوارا دار بينهما أنقله لكم كما هو بحذافيره، بدأه الرجل قائلا:
- إن زوجتي يا فضيلة الشيخ وهي ابنة عمي ترفض معاشرتي.
الشيخ: أعوذ بالله، ولماذا هي ترفض معاشرتك؟! ألا تعلم هي أن الزوجة التي لا تلبي طلب زوجها في الفراش تلعنها الملائكة منذ أن تمسي إلى أن تصبح؟!
الرجل: إنها تعلم ولكنها راكبة رأسها، وحجتها السخيفة أنها أنجبت مني ابنا معاقا، وهي تخاف أن تأتي بآخر مثله.
الشيخ: لا شك أن زوجتك هذه صغيرة عقل، فالله هو الوهاب الرزاق، لماذا لا تنصحها؟!
الرجل: لقد نصحتها كثيرا، وكلما نصحتها ازدادت في عنادها.
الشيخ: لا حول الله، اهجرها إذن بالمضجع.
الرجل: المشكلة أن هذا هو ما تتمناه، خصوصا أنها هي التي تهجرني في هذه الأيام بالمضجع لا أنا.
الشيخ: ما دام الأمر وصل بينكما إلى هذه الدرجة فاضربها ضربا غير مبرح.
الرجل: لقد ضربتها ضربا مبرحا وغير مبرح دون فائدة تذكر.
الكارثة التي طيرت البقية الباقية من عصافير عقلي هي رجوع الشيخ دفعة واحدة لبداوته الجاهلية، عندما قال له وهو يبتسم دون أن يرف له رمش: ألا تعرف المثل القائل: (اضرب النسا بالنسا، والحمير بالعصا)؟! تزوج عليها علها ترعوي، وتذكر كلامي.
الرجل: لقد تزوجت عليها قبل عامين، والحمد لله أن زوجتي الثانية أنجبت لي ابنا سويا.
الشيخ: الحمد لله على ذلك، وإذا استعصت عليك الأمور أكثر فطلقها يا أخي، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وعندما وصل الحوار بينهما إلى هذا الحد اضطررت أن أغير المحطة على (روتانا) الطرب.
وهذه المناقشة (البيزنطية)، ذكرتني أيضا برجل بدوي دخله (دين التعصب) فجأة، وعندما سمع زوجته (تهيجن) - أي تتغنى بالشعر -، ما كان منه إلا أن يستدعي عبده واسمه سلامة، لكي يضربها على فعلها ذاك، خصوصا أن الزوج يريد بذلك أن يهينها أكثر، فذهب العبد - وكلنا عبيد الله -، وحيث إن (سلامة) يريد أن يرضى عنه، فقد تناول خيزرانة غليظة وأخذ يضربها ضربا عنيفا، واستطاعت المسكينة أن تهرب، وجلست تحت نخلة تبكي، وسمعت حمامة تغني، فجاوبتها شعرا بلهجتها الدارجة قائلة:
يا سعد عينك بالطـرب يالحمامـه
ياللي على خضر الجرايـد تغنيـن
عزي لحالك وان درى بك سلامـه
خـلاك مثلـي يالحمامـه تونيـن
كسر اعظامي كسـر الله اعظامـه
شوفي مضارب شوحطه بالحجاجين
جاني يقـول مروحينـه عمامـه
الله يخرب ديرة لا صفـر العيـن
نقلا عن الشرق الاوسط
- الأعلى للثقافة يستضيف جائزة الشارقة للإبداع العربي – الإصدار الأول في الدورة (27) العام 2024
- الصندوق السعودي للتنمية يوقّع اتفاقية تنموية لدعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة بسلطنة عمان
- وزير العدل السعودي يوقّع مع نظيره في هونج كونج مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون العدلي
- استقبال أسواق المملكة العربية السعودية للبصل المصري
- جامعة الملك عبدالعزيز تنافس 1000 ابتكار في معرض جنيف الدولي للاختراعات
- صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة stc يوقعان اتفاقيات نهائية لتشكيل أكبر شركة لأبراج الاتصالات في المنطقة
- وزير الخارجية الصيني: القبول الفوري لفلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح الظلم التاريخي
- للمرة الثانية على التوالي النقد الدولي يرفع توقعاته لآفاق الاقتصاد السعودي ليصبح الثاني عالمياً لعام 2025
- نائب اتحاد المصريين بالسعودية: لا حج بدون تأشيرة أو تصريح للمقيمين بالمملكة
- الأمم المتحدة تطلق نداء لجمع 2.8 مليار دولار لصالح فلسطين
يا سعد عينك بالطرب يالحمامة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/74842.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
اترك رداً على ??? ???? ????
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
التعليقات 1
1 pings
21/07/2012 في 3:13 م[3] رابط التعليق
مصيبة ان تجد من يدعي الوطنية وهويعرض بالبدو الايعلم ان المملكة اغلب مواطنيها بدو ثم الايذكر لنا الشيخ الذي ستر عليه وتهكم به حتى ان نرى ماذكر او ان القصة من روايات مشعل ولكن اقول اللهم لك الحمد وصدق رسول الله اعتقد ان الكاتب يعرف الحديث