كانت الأنظمة الشمولية في عالمنا العربي تحكم قبضتها على نفاذية المعلومة وتتحكم بالكلمة من خلال أدواتها الرقابية على الصحافة والنشر ومصادرة الكتب والمطبوعات فهي من يحدد ما هو صالح وغير صالح للمجتمع!
وسواء أكانت رقابة حكومات أو رقابة جماعات، وسواء أكانت رقابة سياسية أو رقابة دينية، إلا أنها لم تحسب للزمن، وما ينطوي عليه من تطورات غير محسوبة.
فجأة انفتحت السماء بالقنوات الفضائية التي مهدت للثورة المعلوماتية الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي، وتجاوز ذلك مقدرة الحكومات والجماعات في الحد من تسرب الكلمة ونفاذية المعلومة.
كانت هذه الأنظمة والجماعات تعتقد واهمة بأنها سوف تمسك بصنبور المعلوماتية وتتحكم في نفاذية الكلمة إلى الأبد، لكنها أدركت متأخرة بأن «السيل جاها درو»..ومن الخلف.
العلم وحده أصبح نصير هذه المجتمعات المغلوبة على أمرها بعد أن كانت هذه الأنظمة والجماعات تعتقد بأنها أوقفت عقارب الزمن الذي كان وحده لها بالمرصاد.
بعد تجاوز صدمة الفضائيات لم تستطع هذه الأنظمة تجاوز صدمة شبكات التواصل الاجتماعي وكانت أول من وقع في فخاخها.
الإحصائيات تفيد اليوم بارتفاع هائل لمستخدمي الشبكات الاجتماعية والسياسية والمدونات في العالم العربي وأن الهروب من الواقع إلى العالم الافتراضي هو لمواجهة ما هو مسكوت عنه في الإعلام التقليدي والمنابر الاجتماعية، وهو ما يعني أن الحزبية الفكرية والسياسية تتشكل بسرعة فائقة، وأنه كلما قلت المساحة المتاحة على أرض الواقع، غاص هؤلاء لما هو أبعد في أعماق هذه المدونات والشبكات وهو ما يحدث دوياً أكبر مما لو كان متاحاً على أرض الواقع.
نقلا عن عكاظ