تشكل سوق البرامج الصغيرة APPS نقطة الضعف أو القوة في سوق الجوالات الذكية. تحاول "قوقل" اللحاق بأبل بتشكيل سوق برامج كبرى لنظامها المعروف بالاندرويود. كل منهما تعدت مئات الألوف رغم أن أبل مازالت متفوقة بمسافة كبيرة.
تغطي هذه البرامج معظم احتياجات الإنسان. تنظيم ميزانية المرء وتنظيم تناوله للأدوية وتنظيم مواعيده وتنظيم مواعيد عباداته ومواعيد مباريات فريقه المفضل ونتائجه أولا بأول ومواعيد رحلات الطيران وأفضل المطاعم إلى ما لا نهاية. في كل مرة أكون فاضيا أدخل أتجول في سوق ابل للبرامج أفتش عن الجديد مركزا في بحثي على البرامج الصادرة باللغة العربية أو الموجهة للعرب والمسلمين.
قارنت بين بعض البرامج الدينية الإسلامية والبرامج الدينية المسيحية، فلاحظت شيئا مؤلما ومحزنا. معظم البرامج الدينية الإسلامية بمقابل مالي ومعظم البرامج المسيحية مجانا. لا أعرف من يصدر هذه البرامج، ولكني أتوقع أن البرامج المسيحية تقوم بها مؤسسات لا تهدف للربحو، بينما البرامج الإسلامية يقوم بها أفراد يستغلون العواطف الدينية لجني الأرباح. ربما أكون مخطئا في هذا. فالأفراد يحتاجون إلى تسديد التكاليف. نعرف في العالم الإسلامي وخصوصا في المملكة مؤسسات ضخمة ترعى المعلومات الدينية كمجمع الملك فهد للمصحف الشريف ومجمع الفقه ورابطة العالم الإسلامي والجامعات وغيرها كثير، ولكن هذه المؤسسات غائبة عن هذه المنصات العالمية الكبرى. لا تلاحظ لها أي إسهامات. يعكس الأمر في نظري ضعفا في الجدية أو في الرغبة ويؤكد ابتعاد هذه المؤسسات عن أدوات العالم الحديث. فعلى سبيل المثال لا يوجد في هذا السوق على حد علمي أي قاموس عربي - عربي. بينما يوجد في الانجليزي مئات القواميس تغطي كل نواحي اللغة. تستطيع أن تتعلم اللغة الانجليزية من هذه البرامج إذا أضفت لها المواقع التي لا حصر لها على النت لنفس الغرض وتتكامل معها ومجانا.
عندما تفتح جريدة سعودية ستصادف كثيرا من النواح والبكائيات على حال اللغة العربية. معظم فريق البكائيين من أساتذة الجامعات. تتركز معظم برامج النواح على الخدامات وأبنائنا الصغار الذين أفسدتهم تلك الخدامات. كأن التخلص من الخدامات هو حبل الخلاص لعودة اللغة العربية إلى سالف ازدهارها. لم يعمد أي من هؤلاء النواحين الدكاترة الانتقال من النواح إلى العمل. جامعة الملك سعود توصلت بعبقرية الباحثين فيها إلى اختراع السيارة. بهذا الاكتشاف الخطير تكون جامعة الملك سعود سبقت ألمانيا بأكثر من مئة سنة تقريبا، ولكنها لم تستطع حتى الآن أن تضع قاموسا حديثا واحدا للغة العربية على الورق فضلا أن تضع قاموسا عربيا على المنصات الإلكترونية. كلنا نعرف أن كل جامعة سعودية دينية (جامعة الإمام ’جامعة أم القرى’ الجامعة الإسلامية بالمدينة ) تتوفر على معهد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. لا نعرف حجم إنتاجها، ولكن المؤكد أنها غائبة تماما عن النت وبرامج الهواتف الذكية. عندما تتأمل في أسواق البرامج والمواقع على النت ستعرف أن العالم يسير في طريق ونحن في طريق آخر.
نقلا عن الرياض