سألتني صديقة لي بريطانية عن الحرم المكي وأبدت اعجابا شديدا بعمارته بعد أن رأت صورا له ، فبدأت تسألني عن تفاصيل أكثر فأجبت عن بعض أسئلتها والبعض الآخر خذلتني ثقافتي في الإجابة عنه، فاقترحت عليها ان أرسل لها الرابط الرسمي للحرم المكي الشريف بعد ان اتأكد من أن انه متوفر باللغة الإنجليزية علها تجد فيه اجابات عن مساحته وتاريخ بنائه وعدد أبوابه ولكم يتسع، وحتى لو لم يكن متوفرا باللغة الانجليزية فعلى الأقل سأترجمها مباشرة لها . لكن صدمتي كانت كبيرة بأن هذا الكيان العظيم لا يوجد له موقع الكتروني خاص به!
هذا المكان المقدس الذي يؤمه ملايين المسلمين كل عام وتخصص له الميزانيات الضخمة ليس له رابط على شبكة الانترنت التي أصبحت العالم الجديد للتواصل واستقاء المعلومات!!
لا بد وان في الأمر خطأ، أعدت البحث مرات ومرات باللغة العربية والإنجليزية ولم أجد، فاحترت وانحرجت بعد كل ذلك الفخر والاعتزاز الذي كنت أتحدث به أمام صديقتي فجأة غمرني الخجل!
انتهت الأسئلة معها لكنها معي بدأت، لأن الأمر لا يقف عند معلومات عامة قد يبحث عنها أي مهتم لكنه يمتد لأشياء أخرى، بل هو خدمة مهمة يحتاجها جميع المسلمين ليست متوفرة ، فالموقع الإلكتروني يمكنه ان يكون قناة تثقيف لجميع المسلمين الذين لم يحظوا بزيارته من قبل ، ويمكنه أن يكون منبرا لتعليم الآداب التي يجب أن يتحلى بها الزائرون للحرم المكي أو المدني . الموقع الالكتروني يمكن ان يوفر قاعدة بيانات حية لعدد المسلمين الذين يؤمون المسجد الحرام للعمرة والحج او النبوي لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الموقع الالكتروني يمكن ان يكون قناة تواصل حيوية بين المسلمين عامة وبين القائمين على خدمة الحرمين الشريفين لتقييم مستوى الخدمات المقدمة وتطويرها.
الموقع قد يكون مرشدا حيا وموثوقا للعمرة والحج وآدابهما والأدعية المشروعة فيهما.
الموقع الالكتروني يمكن ان يوفر جداول للدروس الدينية المقدمة في الحرمين ونقلا حيا لها.
الموقع يمكن ان يوفر خارطة بلغات عدة لمخارج الحرم ومداخله يحتاجها كل مصل أو زائر.
الموقع يمكن أن يكون نافذة للاطلاع على تاريخ الحرمين الشريفين والتوسعات التي حصلت وفوائدها.
عوضا عن أنه يمكن أن يسهم في توضيح أي لبس او احتكاك يمكن ان يراه أي زائر للحرمين بين المنظمين والمشرفين والمشرفات قبل كل صلاة والمصلين والمصليات في أماكن الصلاة والممرات.
كل هذه الخدمات يمكن أن يوفرها الموقع لو انه كان متواجدا وبعدة لغات ليخدم المسلمين لكنه ومع الأسف غير موجود.
فلماذا لم يحرص المسؤولون عنه على توفيره؟
نقلا عن الرياض