ارتبط الطير في ثقافات عدة بمعانٍ متعددة ومتنوعة. فهو ربما بسبب سباحته في الفضاء يستشرف من علو ما لا يستطيع البشر رؤيته، وربما أنه في الثقافة العربية على وجه الخصوص حمال آسية العشاق، وربما جاسوس يتلصص على الأخبار، ولذا تجد من يخاطب الطير بلغة التخويف خاصة للصغار من البنين والبنات والحفدة، حين يعبث صغار بشيء ما ولا يجرؤون الإفصاح عمن كان السبب، فيأتي الأب أو الأم فيقولان: "ترو بيعلمني الطير الأخضر من الذي كسر المواعين أو سرق البيض" ويقف الصغار موقف الوجلين وتسري لغة التوجس والخوف والكذب.
هذا السلوك ربما أنه قصد به نوعاً من التربية، لكنه أسلوب مجافٍ للقصد وبات نوعاً من المتلازمة العربية في إشاعة عدم الصدق والإفصاح.
والطير أخضر أو أزرق أو رمادياً في الثقافة المصرية والشامية واليمنية له نفس السمات، لكنه قد يتحول إلى شغف لبث الحب والحنين، وكثير من الأغاني تدور حول توق وشوق تمنع بعض القيم والعادات الشعبية من التصريح به فيأتي التلميح بمخاطبة الطير.
لكن طير تويتر الأخضر أو الأزرق صار اليوم أكثر انفتاحاً وإفصاحاً في جعل التواصل الإنساني يكسر حجباً كثيرة، بل وجاء بعلوم مثيرة ومريبة بسبب الناس الذين وجدوا في مساراته مجالات واسعة من إشاعة معارف وأفكار فيهما الثمين السمين والغث المشين، وهذه طبيعة وطبع الناس بين مشيع للخلق والأخلاق حسنها وقبيحها.
وربما أن الحمام من الطيور الجميلة شكلاً وألواناً ونوحاً، بل ولحم طير مما يشتهي البشر، لكن السمة الأبرز بعد هذا هي في كونه الأسبق في نقل الرسائل بين القارات من محبين وعشاق وقادة حروب وتجار فجاء الحمام الزاجل الذي قالت عنه موسوعة الويكيبيديا: الحمام الزاجل أحد أنواع الحمام الذي كان يستخدم لنقل الرسائل فيما مضى، ويتميز هذا الحمام بعودته دوماً إلى موطنه، وبالتالي كان الحمام يحمل الرسائل من بلد إلى آخر، ويربط في قدمه رسالة يحملها عائداً إلى موطنه. وهو حمام من أصول إفريقية وخصوصاً من السودان وليبيا والجزائر.
وأضافت الموسوعة: للعرب تاريخ طويل حافل مع الحمام الزاجل فهم من أوائل الأمم التي عرفت أهميته وتربيته، واهتمت بأنسابه، ووضعت الكتب والدراسات في طبائعه وأمراضه وعلاجه. والدراسات العلمية الحديثة كشفت عن أن الحمام الزاجل لديه القدرة الطبيعية على رسم خارطة المجال المغناطيسي للأرض يستعين بها في معرفة طريق العودة إلى موطنه وهو ما ينفي القول عن استخدام حاسة الشم لديه لتحديد مساره أثناء الطيران.
وقد تم اختيار العصفور كرمز لموقع "تويتر" الذي تم تأسيسه العام 2006 من طرف الشاب جاك دورسي، الذي يعتبر أحد أبرز العقول الشابة في العالم في الوقت الحالي، فهو صاحب فكرة ومؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر". ولا يمكن تناسي الهدهد الذي كان أول من جاء من سبأ بنبأ يقين لنبي الله سليمان عليه السلام
نقلا عن الرياض

1 comment
1 ping
غرم الله قليل
02/05/2019 at 12:28 م[3] Link to this comment
تسأل – بارك الله بك (هل اخترع العرب “تويتر”) جوابي هو ليس هناك تحت الشمس شيئا لم يخترعه العرب .. حتى المرسة والمرقوق والمحشوش والمرقوق ، و “أم عزّة” و “أم علي” ! بارك الله بنا وفينا ، وحوالينا وعلينا ..