منذ جلاء المستعمر عن العالم العربي قامت ثورات متتالية في كثير من الدول العربية.
ثورات تميزت بالآتي:
أنها من تخطيط وتنفيذ ضباط في الجيش.
أعقب نجاحها محاكم صورية أعدم فيها خلق كثير. بعض تلك الثورات مارست جرائم ضد الإنسانية.
برغم ادعاءات الثورات ووعودها إلا أن أداءها كان أسوأ من سابقيها، بل إن القمع والاعتداء على الحريات بلغ حدا لم يبلغه من قبل.
انتهت كل الثورات إلى سيطرة شخص واحد عليها وتسخير البلاد والعباد لخدمته من دون أن يتحقق الحد الأدنى من الحقوق.
برغم إمكانيات تلك الدول إلا أن الديون تراكمت عليها وتدهورت فيها كل المناحي الاقتصادية.
ويمكن القول بأن تلك الثورات فشلت فشلا ذريعا على جميع الأصعدة للدرجة التي جعلت الشعوب تتحسر على سابق العهد.
ولكن العالم العربي وبعد أن يئس من كل الأوضاع السابقة تمكن أن ينشر ثقافة جديدة بشكل لم يتوقعه أحد ولم تتهيأ له كل أجهزة الاستخبارات العالمية. ثقافة الثورة الشعبية ثقافة تعتمد على العدل من دون إسراف ولا تسرع.
وبرغم أن تونس كانت سباقة إلا أن مصر كانت الأستاذ كعادتها.
أصبحت الكلمة العليا في مصر العهد الجديد للقانون وليس للحزب ولا للرئيس.
لم يستسلموا لضغوط الثأر ولم يطالبوا بإعدامات، بل طالبوا بمحاكمات عادلة تطال كل من كان له يد في الفساد والإفساد والقتل.
فحل الحزب الحاكم كان بقرار قضائي.
وأعطي أعضاؤه الحق في إنشاء حزب جديد يكفل لهم حقهم في المشاركة السياسية.
كما أن مصادرة مقار الحزب وحساباته جاءت بعد التأكد من أن مصدرها هو ثروة الوطن. وكان قرار المصادرة قرارا قضائيا.
استطاعت مصر أن تتجاوز امتحان الطائفية برغم عبث العابثين.
ورسم الشعب المصري أرقى صور المسؤولية والولاء الوطني.
كم هو الفارق بين ثورات الأمس في مصر وثورات اليوم كما قال الشاعر "ليالي العيد بانت من عصاريها".
نقلا عن الرياض