نعم لدينا (حوار وطني) .. اطلقه ودعمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لكن السؤال .. هل هذا هو الحوار المطلوب؟.
والجواب في نظري دون مواربة او مجاملة او حتى تردد.. ليس هذا هو الحوار الصحي والمطلوب والذي له نتائج ترضينا لو كان لدينا حوار حقيقي له نتائج تثمر على الأرض.. ويشمل كل شرائح المجتمع المختلفة ويتناول كل قضايا مجتمعنا.. لكان لدينا كم كبير من الاصلاحات التي تطمح اليها.. مقارنة بما عقد من جلسات الحوار في مناطق المملكة المختلفة.
ولو سلمنا جدلا ان لدينا حوارا.. لصنفته بالنخبوي.. الهدف منه الظهور الاعلامي.. فلو كان حواراً حقيقياً للمسه واستفاد منه كل مواطن ومواطنة قبل المسؤول او النخب.. فحوارنا الحالي حوار من أجل الحوار وللظهور الاعلامي فقط.. وليقال ان لدينا حواراً اما النتائج فليست في مستوى الطموح.. وواقعنا يشهد بها.. في امور كثيرة.
وهنا أود ان اسجل كلمة شكر وامتنان وعرفان لمن بعث فينا (الحوار) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في الداخل من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.. وفي الخارج من خلال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات والذي عقد في مكة المكرمة ثم في اسبانيا ثم في الولايات المتحدة الأمريكية.. فهو فعلا اسس للحوار واطلقه ودعمه.
ولكن (للاسف الشديد) حتى الآن لم نستفد منه الاستفادة المطلوبة.
واريد ان اركز هنا على حوار الداخل ــ الذي هو الأهم عندي ــ والذي نسمع عنه من وقت لاخر وينقل عبر وسائل الاعلام المختلفة .. ويتنقل بين مناطق بلادنا مرة في الرياض والثانية في الدمام والاخرى في جدة والتي تليها في الجوف.. الخ.
لو كان هناك حوار حقيقي لأصبح لدينا كم كبير من الفوائد والمخرجات اسفرت عنها هذه التجمعات واللقاءات الحوارية.
لو كان لدينا حوار حقيقي يطبق على الارض فور صدور قراراته او نتائجه لجعلنا الموضوع يختار من أهل المنطقة التي نريد ان يقام فيها الحوار ويناقش من خلاله معاناتهم، ومشاكلهم واحتياجاتهم.. فهو لم يعقد في هذه المنطقة عبثا.. وليس ان يأتي بقرار .. ولما عقدنا الحوار الثاني او الذي يليه حتى تظهر نتائج الحوار السابق وتدرس ثانية وثالثة.. حتى نعرف هل طبق الحوار السابق كما ينبغي وهل نتائجه مرضية .. وهكذا.
لو كان حوارنا حقيقياً ونريد ان يكون له نتائج مفيدة وصالحة للتطبيق على الارض وبشكل فوري لطلبنا ممن يعارضنا الرأي او الفكر او حتى المواقف ان يأتي قبل من يوافقنا فبضدها تتميز الاشياء لانه من خلاله يعرف المطلوب وتصلح الامور والنفوس ويعدل المعوج ونخرج بعد الحوار اما متفقين وفهم كل منا ما لدى الاخر وهو المطلوب.. او محتفظ كل منا برأيه ونخرج اخوة متحابين قد عرف كل منا ايضا ما لدى الآخر.. لو كان لدينا حوار حقيقي نريد منه نتائج تفعل على الارض كم من الحوارات عملت وستعمل فأين نتائجها على الارض وبشكل عاجل وليس ان ننتظر!.
اخيراً.. يجب ان يكون لدينا حوار وطني شامل يفي بما يطمح له قائد هذه البلاد ويتواكب مع ما تعيشه بلادنا من تطور والعالم العربي حولنا من تغيرات متسارعة.
يجب ان يكون لدينا ثقافة الحوار الحقيقي وان يكون لهذا الحوار فوائد ملموسة وسريعة على الارض ويشارك فيها الجميع وليس حواراً نخبويا او صوريا لا فائدة منه يشحن النفوس اكثر مما يهديها.. وليترسخ في اذهاننا ان الحوار ضرورة وليس ترفاً.. والله المستعان.
نقلا عن الندوة السعودية