صوت طلاب الجامعات في أميركا احتجاجا على إبادة الفلسطينيين ومسح فلسطين من الوجود على أيدي القوات الإسرائيلية المدعومة بأحدث الأسلحة الأميركية، هذا الصوت لا يمكن إسكاته بمبدأ (الفيتو)، هو صوت أقوى وأكثر تأثيرا من بيانات مجلس الأمن التي ترميها إسرائيل في سلة المهملات. صوت الطلاب ساهم سابقا في وقف حرب فيتنام، وفي معارضة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكذلك محاربة العنصرية داخل أميركا.

يكشف طلاب الجامعات في أميركا حقيقة حرية التعبير، وشعار حقوق الإنسان، والإعلام الحر. قمع آراء الطلاب بالقوة وتهديد رؤساء الجامعات لو حدث في دولة أخرى فسوف ترتفع أصوات السياسيين والمؤسسات الإعلامية وتوجه الاتهامات الجاهزة التي تزعم أنها تدافع عن الحرية وحقوق الإنسان. طلاب أميركا يكشفون للعالم حجم التناقض السياسي والإعلامي. أميركا تطلب من الصين وقف إرسال أسلحة إلى روسيا بينما هي تواصل إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل! كل مرشح أميركي للرئاسة يرفع شعار (لنجعل أميركا قوية مرة أخرى) وهم يستخدمون كلمة (عظيمة) واستبدلتها بكلمة قوية. نعم أميركا قوية علميا واقتصاديا وعسكريا لكن القوة إذا تحكمت فيها الأنانية والازدواجية تكون النتيجة غياب العدالة والتناقض مع كل القيم التي تضعها أميركا شعارا لها فهي زعيمة العالم الحر كما تنصب نفسها لكنها ترفض حرية فلسطين! أميركا التي تفتخر بنظامها الديموقراطي تستخدم شعار الديموقراطية لتحقيق أهداف استعمارية وعسكرية!

أميركا الحرة ترفض حرية الآخرين، أميركا الجريئة المزهوة بمبدأ حرية التعبير لا تجرؤ على الكلام فترفض نقد غطرسة إسرائيل، تفعل ذلك في مجلس الأمن بسلاح الفيتو، وتفعل ذلك مع طلاب الجامعات الذين لا علاقة لهم بهذا السلاح، هنا سيكون البديل للفيتو في التعامل مع الطلاب توجيه تهمة معاداه السامية.

صوت طلاب أميركا صوت إنساني وليس سياسيا أو حزبيا، صوت يطالب بوقف الحرب وإحلال السلام الدائم الذي يدعم حق فلسطين مثل غيرها من الدول في دولة حرة مستقلة، صوت مسالم ينشد العدل والسلام والأمن للجميع، صوت لكل فلسطين وليس لحزب دون آخر. الدور الأميركي القيادي الحقيقي - وإن تأخر - هو دعم مبادرة السلام العربية التي اقترحتها رائدة السلام المملكة العربية السعودية وتبنتها القمة العربية عام 2002، والضغط على إسرائيل لقبولها لأنها في مصلحة الجميع، وهذا مطلب دولي وليس الطلاب إلا جزءا من هذا العالم الذي يشهد رفض إسرائيل لكل مبادرات السلام.

نقلا عن الرياض