البربرة" في مفهومنا الشعبي الدارج هي كثرة الكلام عديم الفائدة وتقال عندما يبدأ الشخص في الكلام بشكل غير مفيد فيقول الناس في ذلك " بدأ يبربر".. يذكرني ما سبق، بتصريحات بعض المسؤولين بعد كل فشل.
فبعد كل إخفاق أو فشل يخرج علينا البعض على الملأ يبررون فشلهم بمبررات باتت معروفة للجميع دون اعتراف بالفشل وعدم النجاح .. من منكم يتذكر مسؤولاً رياضياً واحداً خرج وبكل شجاعة وقال.. لقد فشلنا لأننا لم نعمل؟ ومن منكم يتذكر أن مسؤولا واحدا قال بكل جرأة واعترف بالفشل بسبب عدم التخطيط الجيد؟ من منكم مرّ على ذاكرته أن مسؤولاً خرح على الملأ وأعلن وقال إنه قرر الابتعاد والتنحي بسبب فشله وعدم قدرته لتقديم أي إضافة؟ هذا على الصعيد الرسمي.
أما على صعيد الأندية وما أدراك ما الأندية، فحدث ولا حرج، فالتصريحات المعلبة أصبحت جاهزة وشماعات تعليق الفشل جاهزة، أهمها التحكيم والتفنن في توجيه الاتهامات لأفراده وأنهم تعمدوا خسارة فريق على حساب الآخر، ومن ثم البدء في كيل التهم للجنة الحكام وأنها تختار أسماء معينة لإسقاط فريق معين، بل طالت التهم الحكام الأجانب وامتدت القائمة إلى اللجان العاملة باتحاد كرة القدم من فنية ومسابقات وانضباط وخلافه، لتمر قائمة الشماعات على أرضيات الملاعب وظروف الجو والسفر وحجوزات الطيران والأزمة المالية التي يمر بها الفريق، وخلاف ذلك من الحجج والأعذار الواهية التي سئمت منها الجماهير كسأم الرياضيين من غياب التخطيط والإستراتيجية في العمل الرياضي واختيار الرجل المناسب للمكان المناسب.
لقد أصبح العمل في الرياضة عشوائياً وعلى طريقة ردود الأفعال، بمعنى أن ننتظر حدوث المشكلة ونبدأ في حلها بدلاً من العمل الجدي والحثيث لتلافي حدوث الأخطاء في الأصل، فمثلا بدلا من الاختيار الصحيح للجهاز التدريبي لأي فريق والتروي ودراسة طريقة المدرب وهل تناسب عناصر الفريق الموجودين أم لا، تسارع الفرق في التعاقد مع المدربين كيفما اتفق لعل وعسى، وعند أول إخفاق يسارع من أتى به لإنهاء عقده والتعاقد مع بديل وهكذا دواليك.
وبنفس الطريقة نتعاقد مع اللاعبين الأجانب دون النظر إلى حاجة الفريق ودون مشاهدة اللاعب في الملعب ونكتفي بمشاهدة مقاطع اليوتيوب القديمة ناهيك عن غياب التخطيط المالي وموازنة المصروفات والإيرادات.
ومن عناصر العمل العشوائي تعدد المدارس التدريبية في فرق النادي الواحد، وتصل أحياناً إلى 3 مدارس .. وهناك الكثير والكثير من الأخطاء التي تحتاج لصفحات من السرد.
خروج المنتخب المر من المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم المقررة في البرازيل 2014 ولأول مرة منذ 1994، كان متوقعا بعد البدايات الضعيفة في تلك التصفيات وعدم قدرة المنتخب في تحقيق الفوز على أرضه سوى في مباراة تايلند.
انتهى المشوار بهزيمة مذلة على أرض الفريق الأسترالي.. كان الله في العون!.
نقلا عن الوطن السعودية