اقتصاد يبلغ حجمه 2.2 تريليون ريال والدخل الحكومي له 1.1 تريليون ريال في عام 2011م ليشكل أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وواحد من أكبر 20 اقتصادا على مستوى العالم، وحقق هذا الاقتصاد حسب مؤشرات البنك الدولي المرتبة 28 على مستوى 110 دول في العالم بالنسبة لمؤشر الاقتصاد والازدهار، ويحقق معدلات نمو مرتفعة ويحظى باستقرار اقتصادي نادر لم يتعرض لأي هزة كسائر الاقتصاديات اثناء الأزمة المالية العالمية 2008م ، ومع كل هذا يعجز عن تخطي مشكلة البطالة التي نحتل فيها حسب المؤشرات الدولية المرتبة 71 من ضمن 100 دولة وهو مؤشر لا يليق بهذا الاقتصاد خاصة وتوفير فرص العمل هي المحك الرئيسي لنجاح أي اقتصاد، إذاً أين الخلل في ذلك؟ على مجاز التشبيه في المصطلح السياسي إن صح التعبير، قد يكون هناك محور شر في اقتصادنا ونحن لا نعلم بذلك! والمقصود بمحور الشر في الاقتصاد هي تلك المعوقات والممارسات السلبية والتجاوزات والرؤى التي قد تكون خاطئة ولم يتم معالجتها حتى الآن، لا شك بان هناك جهودا كبيرة وجبارة قامت بها الدولة للوصول بهذا الاقتصاد الى التنافسية العالمية، ولكن يبدو أن هناك بعض النواقص والقصور في ادارة الاقتصاد العام، ولعله من وجهة نظري ان يندرج محور الشر لهذا الاقتصاد في المقام الاول لتلك الخطط التنموية التي امتدت لأكثر من 30 عاما وهي تؤكد على تنويع مصادر الدخل الوطني ولازال البترول هو المصدر الوحيد الذي يشكل ميزانية الدولة، ثانياً تلك الانظمة التي تقادمت وتمت صياغة أكثرها قبل 40 عاما ولم تتغير وتواكب مستجدات المرحلة الراهنة في العالم ، ثالثاً قد يكون محور الشر متمركزا في الفكر الذي يدار به الاقتصاد ولم يضع وسائل وآليات التطوير لقطاعات الاقتصاد المنتجة ،رابعاً قد يكون في تلك الأيدي الخفية التي تحتكر المصالح وتستخدم الواسطة في تركيز المشاريع وفوائدها على فئة معينة ، خامساً قد يكون محور الشر في محلية الاقتصاد وعدم تصاعد وتيرته في المنافسة الدولية في المنتجات والمشاريع وغيرها، سادساً قد يكون متمركزا في سياسات استقطاب العمالة الاجنبية وضعف مخرجات التعليم العام بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل لكي نقضي على البطالة الشائعة ،سابعاً قد يكون محور الشر في تلك الثقافة الشائعة لدى المجتمع السعودي ونظرته لكيفية المشاركة وإدارة الاقتصاد والمساهمة فيه، ثامناً قد يكون إقصاء المرأة وتحجيم مشاركتها في التنمية الاقتصادية احد محاور الشر في الاقتصاد السعودي ولا نقول انها تشارك اجتماعياً وهذا يكفي فمشاركتها الاقتصادية عامل مهم في دفع عجلة التنمية ، وما وجود 8 ملايين عامل في المملكة الا نتيجة لتلك السياسات العمالية والاقتصادية، وأخيراً حتى لا أصل لرقم عشرة وأكتفي بتسعة عوامل قد يكون محور الشر في وضعية الاقتصاد السعودي هو محور الاعلام والجانب الاقتصادي الاعلامي منه الذي لم يكشف الخلل ولم يضع النقاط على الحروف بالشفافية والصراحة المطلوبة، بالتأكيد قد تتفقون معي على أحد هذه المحاور أو كلها او تختلفون عليها أو ان هناك محاور شر أخرى أهم وأشر وأشد وطأة جعلت من اقتصادنا كبيرا في الحجم والرقم وليس كذلك في توفير فرص العمل للمواطنين والمواطنات وهي الطموح والامل للجميع وما تسعى له قيادة هذا البلد وفقها الله .
قلا عن الرياض