في عالم اليوم لا يمكن أن تتحدث عن المجتمعات والأمم دون أن تتحدث عن أهمية دور العلم والمعرفة في تأسيسها وبنائها، وبدون ذلك فلا يمكن أن تتحدث عن مجتمعات تؤمن بقيم التحديث والخروج من دوائر الفكر التقليدي ذلك أن المعرفة ثورة باتجاه خلق عقول جديدة وأفكار جديدة.
في جامعة جازان وجدتني خلال اليومين الماضيين وقد تلقيت دعوة من مديرها معالي الدكتور محمد آل هيازع لحضور الاحتفالية التي أقيمت إبتهاجا بشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمام حالة علمية وأكاديمية مختلفة ذلك أن الجامعة تمثل لحظة إبداع وإشعاع خاصة أنها تمثل بيئة اجتماعية ترتكز على بعد حضاري وثقافي وعلمي ويحمل أبناؤها وبناتها هذا الطموح الخلاق والوعي الحاد والجاد أيضا، ثم الإيمان بأهمية المعرفة والعلم وأنهما القوة القادرة على صياغة وصناعة المجتمع باتجاه ما يسمى اليوم بـ«مجتمع المعرفة» وأن التفكير الإبداعي والعلمي هو السبيل الوحيد للدخول في لحظة العصر والحداثة بكل اندفاعاتها وتجلياتها.
في جامعة جازان التي تقف في قمة ومقدمة الجامعات الناشئة تجد نفسك أمام جيل مختلف في جامعة مختلفة، جيل صاعد في جامعة صاعدة، وعي مضيء في جامعة مضيئة، فخلال الجولة في مشاريع الجامعة ثمة روح غير عادية تعيشها الجامعة ثم الموقع الفريد للجامعة حيث الشاطئ والبحر والفضاء وكأنه رمز للفضاء المفتوح على العالم والكون والمعرفة.
لقد كانت الاحتفالية التي بدأت بتدشين كرسي أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي يهتم بقضايا المجتمع،الذي يهتم بـ «قضايا المجتمع»، ثم «الأوبريت» الجميل الذي صاغه شعرا الشاعر أحمد السيد عطيف وأبدعه لحنا الفنان صالح خيري وقام بأدائه شباب الجامعة.
ما أبهرني في الاحتفالية أن شباب الجامعة هم وجهها وواجهتها من مقدم الحفل والمقرئ والشاعر المبدع إياد الحكمي، إلى هذه المجاميع التي تقودها عقليات مفكرة ومدبرة من مدير الجامعة معالي الدكتور محمد آل هيازع إلى الدكتور حسن حجاب الحازمي والدكتور إبراهيم أبو هادي والدكتور محمد حبيبي إلى آخرين يقفون كلهم انضباطا وولاء في محبة المنطقة والجامعة. ذلك أن جامعة جازان تمثل اليوم جازان في هويتها المعرفية والعلمية إضافة إلى هذا الإرث العلمي والأدبي والثقافي والتعليمي والحضاري الذي تحمله وتمثله المنطقة على امتداد تاريخها.
أخيرا لا يمكن أن يكون هناك مجتمع حقيقي متصل بعصره ولحظته إلا بوجود عقول ترى في المعرفة والعلم قدرها.. ومصيرها.. وسبيلها وطريقها للعالم الجديد. وجامعة جازان تكتب تاريخا جديدا في عالم المعرفة والعلم، في محيطها الذي تنتمي إليه وخارج محيطها أيضا.
إنها جامعة ابداع واشعاع.
نقلا عن عكاظ