لم أجد تصنيفا رسميا يمكن الركون إليه في الحكم على المواقع الالكترونية بحيث تستطيع أن تستقي المعلومات من هذا الموقع من دون أن يخالجك شكٌ في مصدره وهل المعلومات التي وردت به صحيحة أم لا!
لكم أن تتخيلوا بيتا واحدا من أبيات المتنبي الشهيرة، وقد ورد بصور شتى شوّهت البيت الشعري ولو كان المتنبي حيا لرفع قضايا وليس قضية واحدة ضد هؤلاء الذين حرّفوا شعره بطريقة فجّة وبشعة.
وذات القول ينطبق مع كُلِّ أسف على موروثنا، وعلى الحديث الشريف مع كُلِّ أسف أيضا؛ فلم نعوّد أنفسنا على البحث عن المعلومات من مصادرها الحقيقية ونتأكد منها بطريقة حقيقة، بحيث ما نجعله منشورا في الانترنت حقيقيا ومن مصادره الحقيقية.
كنتُ قبل أسبوع على التويتر أحاجج أحدهم على كلمة وردت في تغريدته، فصححت له بأدب معتقدا أنني محق في تصحيحي له، ولكن المفاجأة كانت في كونه على حقٍ وكنتُ على خطأ، وإذا بالمصدر الذي استقيت منه معلومتي خاطئ تماما.. هناك ما يسمّى بتصنيفات الأيزو وقد تمّ تطبيقها على بعض المواقع بحيث تمنح تصنيفات classification على المواقع وقد تأخذ الرابط وتذهب به لهذا الموقع، فتخبرك عن حاله وعن سلامته، لقد وجدت هذا باللغة الانجليزية، لكنني لم أجد شيئا باللغة العربية، بحيث تُرك الحابل على النابل وبات كل واحد يهرف بما لا يعرف ويضع في موقعه أو تغريدته معلوماتٍ غير صحيحة، وقد تُكتب بلغة مكسرّة مهلهة - وما أكثر الذين انكشفوا وهم من كنتُ أظن بهم الظنون - يخطئون في أبجديات اللغة العربية.
فهل تعمل الجهات المعنية على تحديد جهات تصنّف المواقع العربية في الانترنت بحيث نعرف مدى تصنيف الموقع لا من حيث الاعلانات ولا من حيث الرصانة والجودة والدّقة والصدق، لماذا نتأخر دائما في كل شيء ولا نأخذ من الأشياء وبالذات التقنية إلاّ الجانب الترفيهي غالبا!.
نقلا عن الرياض