ما يحدث في بلادنا ليس مرونة مؤقتة لتجاوز صعوبة دائمة ولا شبه حلول ضئيلة الأداء لأنها لم تعطل جزالة الحضور المطلوب.. أعرف أن في بلادنا أقلية غير مرنة ولها مفاهيم خاصة بها فيما يتعلق بالعضوية الاجتماعية لاسيما ما يخص المرأة.. وأعرف أن المرأة.. تجاوزتها بعد أن مرت بها أوضاع شتات رافقها «غض النظر» عما هو طبيعي الأداء لها.. لكن وأمام الإنجاز الكبير.. الكبير عربياً ودولياً فيما حدث من فرض لعضوية المرأة السعودية في مجلس الشورى.. نحن لا نقف فقط أمام حق امرأة حصلت عليه ولا جزالة عضوية أكسبتها جزالة امتياز دولي ولكننا نقف أمام حالة اصلاح اجتماعي متعقل وواع بكل ما كان يرصد كمنطلقات نزاع اجتماعي فقدت الآن وجودها وذلك بوجود أكثرية مجتمع واع يحترم مفاهيم دينه.. يعني.. نحن وهذا جانب اختلاف عما أصبح مألوفاً عربياً أن المجتمع ذاته انطلق في حالة اهتمام وتفهم موضوعي لما يجب أن تكون عليه المرأة من مسؤوليات حيث لم تعد مجرد أمانة وجود في بيت الرجل ولكن أصبح من أفرادها وبالآلاف من هن قد تجاوزن كفاءة بعض عناصر الرجال..
أعني أن عضويتها الاجتماعية إن لم تكن أفضل فهي متابعة لطبيعة أوضاع الرجل وهنا نذكر وبكثير من التقدير أن سياسات إعداد مجتمع بأكثرية أفراده كي يصبح متقارب الثقافات والمفاهيم لم يكن بالمهمة السهلة.. وأجزم أن الانطلاق في مجلس الشورى سوف يعني تعدد العضويات النسائية في مجالات تنوع خدمات اجتماعية تطرحها الثقافة المتميزة للمرأة.. أعرف ذلك منذ كانت أكثر من حاملة دكتوراه تشرف بهن تحرير جريدة "الرياض" قبل ثلاثين عاماً وليس ثلاثة أعوام بين إدارة وكتّابة.. ومن الواضح بسهولة أن من حصلن على عضوية مجلس الشورى هن إذا تفوقن عدداً عما هي عليه عضوية المرأة في دول كثيرة بينها أمريكا وروسيا ومعظم الدول العربية فإنهن أيضاً ذوات تميز واضح في نوعيات التأهيل العلمي..
ما أشير إليه في كل ما سبق.. أن وصول المرأة المشرف إلى هذه العضوية برقم عالمي مرموق هو لا يتوقف عند هذا الحدث بل هو مؤشر واضح بأننا قد تجاوزنا وبكثير من اليقين العقلي والمعرفي ما كانت عليه بعض أقلية من مفاهيم انعزالية وغير موضوعية..
نقلا عن الرياض