يوم الأربعاء الماضي الموافق 3 ربيع الآخر 1434 هـ، دخل طلاب كلية الطب بجامعة الطائف موسوعة غينيس بتحطيمهم الرقم القياسي في عدد تحاليل سكر الدم حيث تم فحص 9736 عينة دم في يوم واحد، في حملة أسموها "دمك عسل ". هنأت أبنائي وزملائي أطباء المستقبل على إنجازهم، وشكروا لي ذلك. إلا أنه فاجأني اتصال أحدهم مساء اليوم نفسه، وقال "ما أنجزناه أقل بكثير مما نستطيع ودون مانتمنى أن نحقق ! " قلت له وماذاك الذي تطمحون إليه؟ قال وبكلمات مبعثرة " أستاذي: نحن الجامعة، نحن المستقبل، نحن صناع الحياة، ولك أن تتخيل مايمكن أن نُقدّم". سرحت بتفكيري عما يريد التعبير عنه. . ولعل ما سيسطره مقالي هذا , يُعبّر عما يطمح له وكثير من زملائه،و قد أكون مخطئا في التعبير عنهم ... لأنهم جيل مختلف عنا في تفكيره وأحلامه وفي الظروف المهيأة لهم للإبداع والتميز .
قلت لنفسي : هل يقصد أنهم من يجب أن تقوم عليه " الشراكات المجتمعية " ؟ وتذكرت أن طلاب الجامعات الأمريكية يخططون وينفذون المئات بل الآلاف من الحملات التطوعية في طول أمريكا وعرضها وتأثيرها يلمسه المجتمع، فلمَ لا يصبح العمل التطوعي في لُبّ مناهج طلابنا " نظرياً وعملياً " ؟
وقلت : أم عساه يقصد الإنخراط في البحث العلمي من يوم التحاقه بالجامعة إلى أن يتخرج، ويشارك في تحويل تلك الأبحاث إلى براءات اختراع ومشاريع صناعية وتجارية. وتذكرت أن 70% من طلاب الجامعات الأمريكية يتحولون إلى " باحثين " في فصل الصيف ويتابعون ذلك بعد بدء الدراسة، وقلت لم لاتفتح مراكز البحث العلمي أبوابها لطلابنا وطالباتنا وليكن في الصيف كبداية
ثم تساءلت : هل مناهجنا وطرق تدريسها وامتحاناتها ترقى لطموحات طلابنا وطالباتنا ؟ أم أنها تعاملهم – في أحسن الأحوال – كطلاب المدرسة " الثانوية"؟ هل يتعلمون أي مهارات تعينهم في مواجهة صعاب الحياة ؟هل تُعدّهم الجامعة ليقودوا العملية التعليمية بدل أن يُقادوا فيها من قبل هيئات تدريسية- بعضها - "ديناصورية" التفكير؟
هل كان زميلي الطالب يطمح لأن يخطط وينفذ " كل " النشاطات الطلابية، ويدير " كل " المجالس الطلابية " ؟ ويحضر ويشارك في لجان الجامعة ويساهم مع غيره في صنع خطط الجامعة الإستراتيجية؟ قلت في نفسي ولمَ لا؟ أليسوا هم شركاء الحاضر وقادة المستقبل؟ فلم لا نمكنهم من كل ذاك ونعينهم عليه، ونحن من حولهم ندعمهم بالتوجيه والنصح والتقويم .؟
إن جامعة المستقبل والتي أجزم أن وزير التعليم العالي يطمح أن يراها حقيقة واقعة، ليست ككل جامعاتنا الحالية. إنها جامعة تمكين الطالب والطالبة إلى أبعد الحدود، جامعة يتركز مجهود كل من يعمل فيها لأن يوجه الطلاب والطالبات ويهيىء لهم الظروف طيلة أيام دراستهم للعطاء والبناء والابداع والانتاج خدمة لمجتمعاتهم.
إن حملة "دمك عسل" كانت ملهمة لي لأسرح بخيالي, فيما أعتقد أن الطلاب يريدونه ويتمنونه ويطمحون إلى تحقيقه. يقيني بلا أدنى شك, أننا لو مكناهم ودعمناهم لفجّرنا طاقاتهم في العطاء والإبداع, صدقوني إنهم بإرادتهم وطموحهم . . هم من دمهم عسل ! وبالله التوفيق
نقلا عن المدينة
- اتفاق سعودي قطري لتبادل المعلومات الأمنية
- لبنان يطلق مناقصة لبناء محطة للطاقة الشمسية
- الطلاب يعودون إلى فصولهم بدون هواتف محمولة
- اجتماع عربي لاتيني لدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
- في نيوم عبور المسافرين للجوازات سيكون ببصمة الوجه وخلال 10 ثوان
- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية يدشّن “كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات”
- الأمم المتحدة قد تصوت على قرار لإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
- اكتشاف نوع جديد من السرخسيات ذات القدرة على علاج الزهايمر في جنوب غربي الصين
- رئيس مجلس الدولة الصيني يبدأ اليوم زيارة إلى السعودية والإمارات
- استمطار السحب.. تجارب ناجحة لتعزيز التنمية المستدامة
طلاّب التعليم العالي : دمهم عسل !! حديث عن انجازات
Permanent link to this article: http://www.alwakad.net/articles/79862.html