أنور العايب
تستعد الاسر الجزائرية في الجنوب الشرقي لاستقبال شهر رمضان الكريم من خلال جملة من الطقوس و العادات التي توارثها سكان هذه المدينة الصحراوية قد دأب سكان مدينة الواد ي خلال ليلة الشك من كل عام ترقب هلال رمضان حيث يتجمعون في حلقات قبيل وبعد آذان المغرب لرؤية الهلال و ترصده للتأكد من صحة بداية الصوم وهي مشاهد لا تخلو أحيانا من استعراض قوة النظر لدى المشاهدين
تتجلى مظاهر الاستعداد سكان الوادي بهذا الضيف الكريم من خلال قيام بحملات تنظيف للمساكن و الشوارع وكذا تزيين المساجد التي تشهد توافدا كبيرا للمصلين لأداء صلاة التراويح
اما النسوة فعادة ما يتجمعن في بيت واحد لمساعدة بعضهن البعض في طحن القمح بواسطة الرحي التقليدية وهن يرددن اغاني من التراث ومدائح خاصة الاستقبال هذا الشهر الكريم
والى جانب هذا تفضل بعض العائلات بالوادي استغلال هذا الشهر العظيم لتدريب أبناءها على صيام بعض أيامه لتهيئتهم لصيامه كاملا خلال السنوات القادمة و يتم الاحتفاء بهذه العملية من خلال الاهتمام الكبير بهؤلاء الاطفال الذين يصومون لأول مرة وهذا بتبجيلهم وتحسيسهم بانهم صاروا كبارا واضحت لهم مكانة محترمة لدى افراد العائلة خصوصا الوالدين.
ويكتسي شهر رمضان مكانة بالغة في نفوس سكان الوادي من خلال الاحتفال بقدومه مع آخر يوم من ايام شهر شعبان الذي يطلق عليه يوم.. القرش.. حيث يقوم خلاله ارباب الأسر باقتناء اللحم وطهي الكسكسي وتوزيع اجزاء منه على الجيران في مهمة يتم تكليف الاطفال بها وهم يرددون عبارات تهليلية مضمونها اليوم القرش و غدوة طويان الكرش في إشارة الى قدوم شهر الصيام وما فيه من تحمل و صبر على الجوع و العطش.