الحراك الإعلامي الذي يشهده الجانب المرئي الرسمي حالياً، تأخر كثيراً رغم مرور العديد من الوزراء، إلا أن التلفزيون السعودي بجميع قنواته ظل في سبات عميق، لم يستفد خلالها من التطورات السعودية المتلاحقة، واستمر يدار ببيروقراطية أسست لمفهوم الخط الإعلامي الأحمر والرقيب الحاد جداً!.

قبل أكثر من 17 عاماً تقريباً كنت مع النجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، للمشاركة ببرنامج تلفزيوني، مررنا على الأستوديوهات الضخمة داخل التلفزيون، وتحسر القصبي بقوله إن واحداً من هذه الأستوديوهات يكفينا لعمل مسلسل متكامل بكافة البيئات، وخصوصاً وهو الأصعب من ناحية "اللوكيشن" مسلسل بدوي بكل تفاصيل البيئة الصحراوية وغيرها من الأدوات، بالفعل تخيلوا هذا الكلام كان قبل أكثر من 17 عاماً، ورغم ذلك ظلت هذه الأستوديوهات مجرد أجهزة وإمكانيات، تقدم الزمن وأصبحت مجرد أدوات غير حديثة.

كان المسؤول الذي يتولى جهاز التلفزيون السعودي أكثر حذراً من الحذر، وهذه حقيقة للأسف، نُقل أهم أرشيف للتلفزيونات العربية واستغل بصورة غير منظمة، وتدمرت الآلاف من المواد الإعلامية القيمة، إما بسبب جهل المسؤول، أو بسبب التركيز على مفهوم الحذر!.

فمع تقديري للقائمين على تلفزيوننا، يجب أن لا يكون الاتفاق مع عادل إمام ومسلسله الرمضاني هو بطولة، كما تابعت وانشغلنا بالصور والأخبار الخاصة بحصرية المسلسل على قناتنا، لأن الطموح أكبر من هذا الأمر، فالجميع ينتظر إعادة الثقة في إمكانية تقديم محتوى مرئي يتناسب مع العصر الحالي، تعكس الواقع السعودي بحقيقته، فرغم أن القنوات المملوكة لسعوديين حولت الاهتمام للداخل السعودي بكل تفاصيله رغم إستراتيجياتهم الإعلامية التي تهتم بالجانب العربي، إلا أن هذه القنوات ما زالت بعيدة عن الواقع الحقيقي لمجتمعنا، فكثر التركيز على السلبيات وكأن مجتمعنا سلبي فقط. مشكلة العمل التلفزيوني وأهميته أن نتائجه تكون مباشرة، لن يستطيع مسؤول أن يخالف هذه القاعدة، لذلك التلفزيون السعودي أمام تحدٍ كبير، حتى الآن ما يحدث مجرد أخبار بكل صراحة، نريد على الأقل أن نشاهد الإخبارية كما كانت في بدايتها، نريد برامج تتناسب مع مرحلتنا، نريد وجوهاً إعلامية أكثر احترافية وحضوراً، وإلا نحن وبكل تجرد سندور حول أنفسنا!.

نبدأ عامنا الجديد 2018 ولن نتخلى عن الانتظار في سبيل تحقيق أحلامنا، لا تجعلوا مبنى التلفزيون بإمكانياته الكبيرة مجرد مبنى!.