من لا دور له يدير ظهره لوطنه، هكذا كان جواب الدكتور عصام حجي (مصري سابقاً) عالم استكشافات الفضاء في وكالة ناسا الأمريكية في فضائية أبوظبي على السؤال عن تخلف الأبحاث العلمية في العالم العربي.
هي عقول لامعة عربية أدارت ظهورها لأوطانها مرغمة، لعدة أسباب موضوعية أهمها:
أولاً: الشعور بعدم القيمة بالوطن، وثانياً: الشعور بالاختناق والانطفاء الفكري العلمي في مجتمعات تحتقر التحدي للسائد المعرفي القديم، وثالثاً: لأنها عقول لا تستوعبها البيروقراطيات الفاسدة، فهي إما أن تقبل الإفساد الشللي لتعيش، أو ترفض وتقتات الفقر والبطالة، أو تهاجر لتبدع في الجو المناسب وتجد حياة كريمة وتساهم بمواهبها في تطور العالم قبل أن تنطفئ وتذبل بالشيخوخة والتقادم.
مصيبة العالم المتخلف ثلاثية الأبعاد: التسلط الإداري الذي لا يحتضن غير المنافقين أو أصحاب المواهب القابلة للاستثمار في الاستهلاك والتسلية، ثم الرضوخ لضرورة السباحة في تياراته العبثية، وأخيراً مقارنة أصحاب العقول اللامعة هؤلاء لأحوالهم المادية والمعنوية مع أحوال تافهين نجحوا وترفهوا، أو مع نظراء لهم في الذكاء والقدرات الذين هاجروا بحثاً عن الأجواء الاحتوائية للعقول المطبقة لمبدأ أن المكافأة تكون على قدر الإنجازات الحقيقية وليست على حسب القدرات الالتفافية والتملقية وحلاوة اللسان في المجالس والمحافل الإعلامية.
نقلا عن عكاظ