مما لا شك فيه أن هناك حربًا إعلامية عبر موجات الفضاء، كما أن هناك حربًا في الأرض بين الشعب الفلسطيني والدبابات الإسرائيلية فالخطاب الإعلامي الغربي والمدعوم بالحملة الدعاية والتي تحاول أن تشوه الواقع المعاش اليومي للشعب الفلسطيني عبر صور دعائية عنوانها تحويل ردة الفعل إلى فعل يستحق ردة الفعل مدعوم بترسانة إعلامية ودعائية وبناء سرديات إعلامية موجهة للشعب الأوروبي لكسب الرأي العام الغربي وتبرير وحشية الكيان الصهيوني، الإعلام الإسرائيلي يحاول أن يخلق نوعا من الارتباك في الرأي العام العالمي حول إدانته من خلال اعتماده على إستراتيجيات متنوعة تركز على إثارة الفزع والرعب كجانب إستراتيجي مهم ونشر الأخبار المفزعة والمبالغ فيها من حيث الاستعداد والقوة والجهود وهي تحاول استغلال كل ما يؤثر على دافع الأمان والاستقرار والهدوء لدى الشعب الفلسطيني كنفس بشرية في إثارة الخوف والرعب والرهبة وصولًا لحالات الإخضاع والاستسلام فهي تعتمد على ضخ مواد إعلامية تركز على الناحية اللاعقلانية في العمل الدعائي وتخاطب اللاشعور الجمعي وتحاول أن تسير بعدة مسارات في حملاتها الدعائية فمن ضمن السرديات التي استخدمتها المكينة الإعلامية الإسرائيلية هو إطلاق تسميات وربطها بأحداث لدى شعب آخر والهدف منها محاولة الالتفاف على العقل اللاوعي وحشد التأييد العالمي إذ شبهت هذه الحرب بهجوم 11 سبتمبر جديد: وشبهت وسائل الإعلام الغربية هجوم 7 أكتوبر 2023 بأحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية ولقبته بـ«هجوم 11 سبتمبر الإسرائيلي»، مع التأكيد على التشابه بين الحدثين من حيث قيام جماعة باستهداف مواطنين، وقتل الأطفال والنساء والهدف من هذه الرسالة الحصول تعاطف الناس والرأي العام الأمريكي. وخلق انطباع بأن الطرفين يواجهان العدو نفسه والمخاطر نفسها؛ ومحاولة إقناع الرأي العام بأن الشعب الفلسطيني ينوي التدمير والتخريب ولا بد من مواجهته بالأساليب الكافية، أيضًا استخدم الكيان الإسرائيلي مفهوم حق الدفاع عن النفس في تبرير الهجوم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وهو مفهوم يلقى تأييدا واسعا في أروقة القرارات والمنظمات الدولية من حيث المعنى ولكن في مضمونه تجد هناك مغالطات كثيرة في فهمه، لم يكتف الإعلام الإسرائيلي بهذه السرديات في خطابة الإعلامي وإنما توجه إلى محاولته إلى خلق نوع من الفوضى في الإعلام العربي من القضايا التي ينشغل فيها عن نقل الحقيقة والوقوف مع الشعب الفلسطيني بمحاولته الدفاع عن نفسه كاتهام مصر بإغلاق معبر رفح واتهام دول الخليج بتقصير في نصرة الشعب الفلسطيني، ومحاولة سحب الرأي العام العربي لمستنقع التراشق الإعلامي ومحاولة التفريق بين الشعب الفلسطيني، وأن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ليس هجومًا على الشعب الفلسطيني أو الأراضي الفلسطينية، أن القصص والحبكات الإعلامية التي تصنعها إسرائيل عبر قنواتها الإعلامية المباشرة أو تلك التي تنشر عبر القنوات الغربية والداعمة لإسرائيل لا بد من مواجهتها بوعي تام للرأي العام العربي وللإعلام العربي وأن يوجه البوصلة من الانتقاد والاختلاف في ما بينه والارتقاء عن المزايدات إلى نصرة الشعب الفلسطيني وبمكينة إعلامية تعرض الحقائق وتكشف التفاصيل للرأي العام العالمي عبر قنوات مختلفة من مراكز الدراسات وملتقيات وندوات وجامعات وشخصيات مؤثرة وتلك القنوات التي تؤثر في الجماهير الغربية وتحرك المنظمات الحقوقية ومنظمات الضغط الدولي، كذلك التركيز على الشعب الإسرائيلي وإظهار حقائق أفعال السلطة لديه وعرضها للرأي العام العالمي وبناء سرديات إعلامية هدفها كشف الحقائق بالأدلة والبراهين.
نقلا عن الوطن السعودية