دار النقاش في قاعة درس اللغة الإنجليزية حول التطرف وواقعه وآثاره، فأدليت بدلوي لا تحليلا بل مجرد ذكر بعض الوقائع الغريبة، فذكرت حادثة حائل وكيف أن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أقدم على طعن رجل لأن زوجته المنقبة التي تغطي وجهها كانت ذات عينين فاتنتين، كانت ردة الفعل مهمة بالنسبة لي، فقد استنكر الطلاب الأمر واستبشعوه بما يستحقه، وقامت المعلمة بفعل أكبر، حيث شرحت للطلاب غير العرب بأن هذا الفعل لا يمثل العرب ولا الإسلام بل يمثل آراء فئة متخلفة قليلة، وهو ما يوجد في كل مجتمع، ولكن فتوى قتل ميكي ماوس ــ كما طرح بعضهم ــ كانت مثار ضحك ودعابات ظريفة.
حسنا، لم أرد توسيع النقاش هناك، ولكن دعونا نأخذ بعض النماذج من الفتاوى والآراء الدينية هنا ونسلط عليها الضوء، ضرورة هدم المسجد الحرام، إباحة قتل ملاك الفضائيات، تحريم قيادة المرأة للسيارة، تحريم عمل المرأة كاشيرة، تحريم إهداء الورود للمرضى، التأكيد على أن الإسلام ليس دين مساواة، وأن الجهاد بمعنى القتال يجب أن يستمر حتى لو خالفنا كل القوانين الدولية التي وقعت عليها دولنا واعترفت بها!
فنتازيا إفتائية بكل المقاييس، والمشكلة هي أن الكثير من مثل هذه الفتاوى والآراء الدينية يتناقلها الكثيرون عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية وبعض القنوات الفضائية، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر ونحوها، ويتم توثيقها عبر يوتيوب وقوقل وغيرها من المواقع العالمية التي تجمع شتى الشعوب وكافة الأفراد، مما يجعلها فضيحة بجلاجل كما يقال.
هذه الفتاوى والآراء الدينية الشاذة تستحق وبجدارة وصفها بالمسخرة والحمق، فهي لا تثير جدلا بقدر ما تبعث اشمئزازا، وهي بالنسبة لغيرنا حين يسمعونها تمثل فضيحة كبرى وحماقة تستدعي الضحك علينا وعلى ما نحن فيه.
لسنا متخلفين بدرجة كافية لنثير كل هذا الصخب الساخر والضاحك علينا، فهذه الآراء تتم مواجهتها بقوة في الصحافة المحلية وتخضع لنقد قوي وتحليل علميٍ وتناولٍ ساخر، عبر التقرير الصحفي والتعليق والمقال والكاريكاتور ونحوها، ما يجبر مطلقيها في أحيانٍ غير قليلة للتراجع والتوضيح والاستدراك.
معيبة هي هذه المواقف والآراء، ومعيب أن نسمح لها أن تكون ممثلا لصورتنا لدى الآخر، الذي يتلقط علينا الأخطاء، والواجب أن نضعها في حجمها الطبيعي، فهي آراء شاذة لأناس شاذين، يعيشون عصرا غير الذي نعيشه، ويحيون واقعا لا علاقة له بواقعنا، فهم منقطعو الصلة بنا ونحن كذلك.
نقلا عن عكاظ
- إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” منها السعودية رجاء عالم
- عدد مستخدمي الأدب عبر الإنترنت في الصين يتجاوز 500 مليون
- ابن البناء المراكشي.. سلطان الرياضيات وامبراطور الحساب في العصر الإسلامي
- عهدية السيد تنال جائزة «نساء يصنعن التغيير» من «صوت المرأة»
- تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. البنك الإسلامي للتنمية يحتفل باليوبيل الذهبي
- الجزائر وقطر توقعان اتفاقية لإنتاج الحليب المجفف بتكلفة تفوق 3.5 مليار دولار
- تسليم الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميُّز النسائي
- الورد يستهدف إنتاج ملياري وردة بحلول 2026م
- الجامعة الإسلامية بالمدينة تنظم “مهرجان الثقافات والشعوب” الثاني عشر
- اكتشاف 454 كويكبا جديدا في النظام الشمسي
فنتازيا إفتائية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/49172.html