أعتقد لا يوجد على الأرض سعودي واحد غير كروي.. أعني لا يشجع كرة القدم.. ولا يعرف متى يجد المدرب (ناصر الجوهر) في الملاعب!! حتى الذين لا يشجعون يعرفون متى يجدونه في الملاعب!! وبالتالي، الحديث هنا يتجنب المعلوم الذي تراه الناس.. مع كل إخفاق في كرة القدم! يصادف المنتخب الأخضر! وليت الصحف الرياضية أو الصفحات الرياضية ــ بمعنى أدق ــ ليتها تترك اللون الأخضر للراية لعدم... التكافؤ في النسب لدى المنتخب!! حيث تدخل المسألة ضمن قضايا عدم... تكافؤ النسب الذي أصبح علاجه عندنا «الطلاق» بغير رجعة! فلا داعي أن يكون لون المنتخب الأخضر.. فليكن الأبيض مثلا إعلانا لبدايات جديدة بعد الهزائم المريرة أو المنتخب المقرمش إشارة إلى التهافت على طعم قرمشته بعد ما جرى له في السباق البطولي الأخير الذي خرج منه مبكرا وبأسوأ النهايات! فكم كان سهلا قرمشته وابتلاعه بأفواه الرضع الذين لم يبلغوا الحلم بعد!! ولم يشبوا عن الطوق!!! وعليهم الآن.. أن يتحملونا فنحن لا نقرمشهم إنما نأسف لهم ونحزن عليهم ونشجب ما يجري لهم ونستنكر هزائمهم النكراء!
بالله عليكم، خذوه سؤالا بالمختصر وأرجو أن يأتيني المفيد.. ما الذي يجرى في الكرة السعودية؟ كيف يكون حصادها بهذه الصورة وكأنها مرت بسنوات عجاف... ما الذي يجري بالضبط؟! إنها أول المجالات الشبابية حصولا على الدعم والتشجيع والتكريم والتصفيق، فإذا الحاصلون على المكرمات هذه نتائجهم كيف تكون أوضاع المحرومين؟! وما دمنا في كل مرة غرق نصرخ ناصر الجوهر باعتباره المنقذ الوحيد الذي يعمل لدينا بوظيفة مدرب!! لماذا لا يتم التجهيز والإعداد لمدربين وطنيين يقومون باللازم ما دمنا نعتقد أن المدرب الوطني هو المنقذ! لماذا اعتقاداتنا في اتجاه وأفعالنا في الاتجاه المعاكس.. ولماذا التناقض في حال لا يستدعي التناقض! ليس في ذاكرة السعوديين غير الزياني والجوهر ثم لا أحد رغم كل تلك السنين وكل تلك الكؤوس وكل تلك البطولات! والمصيبة في الوقت الحاضر أن الكرة السعودية في أزمة!! يعني ألا تكفي الأزمات الأخرى حتى تكون «الكرة» تعاستنا بدل سعادتنا!! (وش بقي لنا تكفون!!).. ولي سؤال عابر: لماذا في حالة الهزيمة الكروية يعاقب المدرب وحده بالطرد والإبعاد! والبقية لماذا لا يكون مصيرهم أيضا تحت الخطر حتى لا يتهاونوا ثم نهون نحن حتى على الأشبال من المنتخبات الأخرى! إقالة المدرب وحده إشارة إلى أن ضميره وحده يجب أن يسأل ويساءل.. ماذا عن الضمائر الأخرى، أليس فيها من يقول حاسبوني أو اعذروني... أو أقيلوني!! المنتظر بيان من اتحاد الكرة يوضح ما الذي يجرى في الكرة السعودية، ولماذا آلت إلى هذه النتائج، أما الصمت المطبق أمام ما جرى ويجري فهو فوق العجز عجز!!
نقلا عن عكاظ