للمساجد أهمية خاصة في الإسلام فهي دور العبادة ومنابر المسلمين وكانت تحظى باهتمام بالغ في كل عصور الإسلام.
أتذكر أن مساجدنا القديمة رغم كونها تبنى من الطين إلا أنها كانت تزين بـ«الجص» الأبيض من الداخل على هيئة نقوش وآيات قرآنية حتى في القرى، ورغم بساطة بنائها إلا أنها كانت في منتهى الأناقة والجمال.
في العصور الإسلامية كلها كانت المساجد تجسد روح العمارة الإسلامية وظلت أنماط هذه العمارة شاهدا على عظمة هذا التاريخ سواء ما يتعلق بالعمارة العثمانية أو الأندلسية.
كانت للمسجد هويته ونكهته الروحية العابقة، فهو مكان جميل ونظيف وأكثر أناقة وجمالا من كل ما عداه من المنازل والمباني المجاورة.
اليوم تغيرت الصورة تماما بعد أن ضاعت هوية المسجد ومعالمه المعمارية وأصبحت عناصره خليطا غير متجانس من المكونات، سواء ما يتعلق بالملصقات على الأبواب أو البرادات وأجهزة التكييف المتناثرة، ناهيك عن تلك الكيابل والتمديدات العشوائية الظاهرة على واجهة المسجد وجدرانه.
لم يكتف البعض بذلك، بل إن التوسعات التي تتم في صحن المسجد أصبحت تنفذ بطريقة بدائية من الشينكو والصفيح على غرار ما يحدث في الورش، بعيدا عما يتعلق بأهمية المسجد وروحانيته.
أصبح كل يخط بـ«رجله» ويبني، عمارة رديئة وتشطيب سيئ وجدران مصمتة، رغم أنك تجد كل فنون العمارة في كل المباني المجاورة.
كانت كل المساجد في تاريخ الإسلام تشاد من الحجر وتزين جدرانها بالفسيفساء وتفرش أرضيتها بالموزاييك، وظلت شاهدا على جمال وأهمية ووقار المسجد إلى وقتنا الحاضر.
لماذا لا يكون ثمة مخططات هندسية ملزمة تحمل الحد الأدنى من متطلبات العمارة ليبقى المسجد في هذه البلاد عنوانا للجمال والنظافة والأناقة؟
نقلا عن عكاظ