أقامت جمعية الثقافة والفنون بالرياض، ضمن برنامجها الثقافي ملتقى “رواق فنون” محاضرة عنوان “فن القط العسيري” قدمتها د. هيفاء الحبابي، أستاذ مساعد قسم العمارة والتصميم الداخلي بكلية الهندسة بجامعة الأمير سلطان.
أدارتها الفنانة التشكيلية نجلاء السليم، قدمت د الحبابي شرحا عن مفهوم “القط” الذي ارتبط بالعمارة للمنازل في جنوب المملكة، والمراحل التي مر بها من حيث الألوان، الرسم، التنفيذ، الجندر، ودلالات الألوان والنقوش واختلافها من منطقة لأخرى.
وأبانت الحبابي أن هذا الفن يعد عملية متكاملة من لياسة ودهان كانت تنفذ في البداية على أبواب الجدران ثم انتقلت إلى الألواح وبقية أدوات المنزل كالمباخر وغيرها، مشيرة إلى أن “فن القط” كان في الماضي من الفنون التي تؤديها النساء، موضحة أن الألوان بدأت: أسود، أحمر، أبيض، وأخضر، حيث كان يؤخذ الأسود من ألتريك، والأبيض والأحمر من الحجر والأخضر من العشب ويخلط مع الصمغ العربي، ثم أدخل عليهم اللون الأزرق من النيلة والأصفر من البهارات، وفي السبعينيات الميلادية من القرن الماضي دخلت عليهم الألوان.
وأما بالنسبة للرسم فقد كان ينفذ بطريقة معينة حيث يوجد تقريباً “ثلاث أو أربع طرق وتتم بدون تخطيط أو عمل اسكتش فكانت المرأة ترسم مباشرة، ثم تطور الوضع إلى استخدام الكراسة والمسطرة، والجندرة فقد كانت تمارس من قبل النساء فقط ثم مارسها الرجال في الشوارع من خلال اللوحات الفنية. مضيفة أن أغلب الناس لا يعرفون أن القط ليس نقشاً أو تلويناً على الجدران فقط، إنما هي عملية متكاملة من لياسة ودهان وعمل جميع التصميم الداخلي للمنزل.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” قد أعلنت مؤخراً إدراج فن القط العسيري في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة
وتداخل مع المحاضرة عدد كبير من الحضور كان من ابرزهم د محمد ال زلفة وعبد الرحيم الاحمدي ومحمد ناصر الاسمري
.