بكين 6 نوفمبر 2024 (شينخوانت) في السنوات الأخيرة، أطلقت دول الخليج إستراتيجيات تنمية وطنية مثل “رؤية عام 2030″، وتهدف إلى تحويل هيكلها الاقتصادي من الاعتماد على الطاقة التقليدية إلى الابتكار التكنولوجي المتنوع، ودفع بناء المدن الذكية والتنمية المستدامة. وتتميز المركبات الفضائية ذات الارتفاعات المنخفضة مثل الطائرات الكهربائية العمودية الإقلاع والهبوط بالذكاء والسرعة والخضرة، ويتماشى تطورها مع احتياجات سوق دول الخليج، ما يجعل اقتصاد الطيران المنخفض الارتفاع ساحة تنافسية مبتكرة بين هذه الدول.
وفي مجال اقتصاد الطيران المنخفض الارتفاع، تأتي الإمارات في طليعة دول الخليج. حيث أطلقت إمارة دبي، التي تسعى لبناء مدينة مستقبلية “خطة أفق دبي”، حملة لبناء مسارات منخفضة الارتفاع ومواقع هبوط الطائرات بدون طيار بناء على التخطيط المستقبلي للمدينة، وأنجزت المرحلة الأولى منها في عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت دبي أيضا تعاونا إستراتيجيا مع مزودي خدمات الإقلاع والهبوط العمودي، وتخطط لإطلاق خدمات التاكسي الجوي في عام 2026.
ومع التطور السريع للاقتصاد العالمي للارتفاعات المنخفضة، أصبحت العديد من الشركات الصينية رائدة عالمية في مجال الطائرات ذات الارتفاعات المنخفضة. وفي مايو عام 2024، أكملت طائرة EH216-S التي طورتها شركة صينية بنجاح أول رحلة تجريبية مأهولة لها في أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يمثل أول رحلة مأهولة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، أكملت طائرة eVTOL بوزن 2 طن، التي تم تطويرها بواسطة إحدى الشركات التقنية الصينية، أول رحلة لها في الإمارات، وهذا ليس فقط أول رحلة لها خارج الصين، بل هو أيضا أول نموذج يحقق رحلة طويلة المسافة في الشرق الأوسط.
وفي العام الجاري، أعلنت السعودية إطلاق خطة “سيارة الأجرة الجوية” في مكة. وفي وقت لاحق، أكملت شركة تكنولوجيا صينية أول رحلة لـ”سيارة الأجرة الجوية” في مكة، مما أدى إلى اختصار وقت السفر من جدة التي تعد ثاني أكبر مدينة في المملكة العربية السعودية، إلى مكة من أكثر من ساعة إلى 20 دقيقة. وقال مدير الهيئة العامة للطيران المدني السعودي عبد العزيز بن عبد الله الدعيلج، في موقع الإطلاق، إن هذه الرحلة تمثل تطورا كبيرا في تطوير النقل الجوي المتقدم في السعدوية، مشيرا بشكل خاص إلى التعاون بين الشركات الصينية والسعودية التي قدمت دعما رئيسيا في عملية تحقيق هذا “الإنجاز التاريخي” في المملكة العربية السعودية.
وتتمتع منطقة الخليج بمساحات شاسعة وكثافة سكانية منخفضة نسبيا، وتنتشر المدن والقرى بشكل متفرق. وتوفر المناطق الصحراوية بيئة مثالية لتطبيقات طائرات بدون طيار وغيرها من الطائرات على ارتفاعات منخفضة.
وفي الوقت الحاضر، تشارك العديد من شركات التكنولوجيا الصينية بنشاط في سوق دول الخليج، حيث تُستخدم منتجاتها في العديد من المجالات مثل النقل الجوي والخدمات اللوجستية والنقل والإطفاء وإنقاذ الطوارئ وفحص خطوط أنابيب النفط. وقد أقامت العديد من الشركات الصينية علاقات شراكة مع شركات محلية في الإمارات. وفي أبريل من هذا العام، توصلت شركة تصنيع طائرات صينية على ارتفاعات منخفضة إلى اتفاقية تعاون مع الإمارات العربية المتحدة. وتخطط الشركة في المستقبل لإنشاء مقر إقليمي في أبوظبي والعمل مع الشركاء المحليين لتنفيذ الأنشطة التجارية مثل التصنيع والبحث والتدريب والصيانة والتجديد.
وقال مسؤول عن شركة صينية لتكنولوجيا النقل الجوي الحضري إنه مع تقدم الابتكار في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والنمو المستمر للطلب في سوق النقل الجوي الحضري العالمي، أخذت الشركات الصينية بالفعل زمام المبادرة في مجال الطيران العالمي على ارتفاعات منخفضة. وفي إطار مبادرة البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، تتمتع صناعات التكنولوجيا الصينية المتقدمة بالمزيد من الفرص التنموية في الخارج.