ما زالت أصداء تدخل العنصرية تتردد في موريتانيا بسبب تدخل العنصرية في منع زواج عشيقين بحجة الفوارق الاجتماعية ، فقد واجه "عشيقان" تهمة انتهاك حرمة الله بعد اعتقا لهما علي يد قوات من الشرطة بأحد أحياء العاصمة نواكشوط إثر اختفائهما عن الأنظار لمدة يومين بعدما رفض الأهل تزويج الفتاة لمن اختارته شريكا للحياة بسبب بعض الفوارق الاجتماعية السائدة في البلاد.
حسب مصادر وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة إن الفتاة التي كانت تربطها علاقة غرامية بأحد الشبان من أصول زنجية ضمن الفضاء المدرسي المشترك قررت الزواج منه قائلة إنها لن تقبل بتمديد العلاقة القائمة خارج إطار شرعي خوفا من تدخل الأهل والفصل بينهما وهو ما تعتبره الفتاة أسوء خيار قد يواجهها في حياتها الاجتماعية والعاطفية.
الفتاة وبعد اختفاء عن الأنظار لمدة 24 ساعة قررت التوجه إلي أحد القضاة المدنيين من أجل استعراض مأساتها العاطفية –كما تقول – والحصول علي إذن قضائي للزواج منه وفق تعاليم الدين الإسلامي الذي يحكم كافة أفراد المجتمع بــ"وصفها معضولة" عن زواج شرعي قررت بإرادتها المستقلة أن يكون مع أحد الزنوج وهو ما يعتبر أمرا بالغ الخطورة وفق أعراف بعض المجموعات العربية.
القاضي ووفق بعض المصادر المطلعة استفسر عن أسباب المشكلة وطلب منها توصيل استدعاء لوالدها من أجل التأكد من صحة "العضل" لكنها أبلغته بمخاوفها من أن يتم اعتقالها فور عودتها للأسرة قبل أن تتسلم الاستدعاء وتختفي عن الأنظار تاركة الأهل والقاضي في حيرة من أمرهم لتجرب الخيار الأخير لها ضمن حدود الشريعة الإسلامية المعمول بها في البلاد.
الفتاة توجهت إلي أحد الأئمة المعروفين بمقاطعة السبخة من أجل عقد قرانها مع الشاب مقابل مبالغ مالية قيل إن الإمام يتقاضاه عادة عن جهوده في جمع المعنيين ضمن دائرة الحلال ،لكن سوء الحظ كان لها بالمرصاد فقد أعتذر الإمام أيضا عن تزويجها بعد ما علم أنها من أسرة عريقة وهو ما يخشي من أن يجر عليه باب الانتقام في المستقبل ويفسد عليه مهنة أختارها وسيلة للعيش في ظل انتشار الزواج العرفي بموريتانيا وغياب ثقافة الزواج أمام المحاكم الشرعية بالبلاد.
السجن بدل قفص الزوجية
واصلت الفتاة اختفائها عن الأنظار مع "عشيقها" بعد فشلها في الحصول علي مبتغاهما وأختار الاثنان أقدم الأحياء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط من أجل التواري عن الأنظار لكن المقام لم يطل فقد عثرت عليها قوات من الشرطة كانت مكلفة بالبحث عنهما وأقتاد تهما للتحقيق قبل عرضهما علي القضاء.
وتقول مصادر الأخبار إن الفتاة عرضت علي قسم النساء بمستشفي الشيخ زايد قبل أن تعرض علي القاضي الذي حولها إلي السجن مع خطيبها بتهمة انتهاك حرمات الله وهي أقل تهمة قد تواجهها بسبب اختفائها عن الأنظار دون عقد زواج بينما لم تستبعد مصادر إعلامية أخري أن يواجه الخطيبان تهما أخري تصل عقوبتها إلي الجلد والتغريم للطرفين وهو ما لم يتأكد رسميا حتي الآن.