سوقنا السعودي مازال إلى درجة ما سوقا محليا مقارنة بالأسواق العالمية الكبرى، معياري لهذا القول هي النسبة المنخفضة لتملك غير السعوديين خارج الحدود فيه. ومن هذا المنطلق أجتهد في البحث عن العوامل المؤثرة في تذبذباته الكبيرة. فمن ناحية العوامل الاقتصادية فإن الاقتصاد السعودي في وضع جيد بقطاعيه النفطي وغيره، ومن ناحية العوامل الأخرى فنحن في أمن وأمان ومجتمعاً مستقراً مقارنة بأكثر دول العالم، فلماذا إذن هذا التذبذب المخيف أحياناً والمتكرر، قد يقول أحدهم: إن الوضع العالمي غير مستقر سريع التذبذب هنا وهناك، وهذا صحيح، لكن مع منطقية هذه الملاحظة هل تبرر هذا التذبذب الكبير في سوق محلية مفرحة ومستقرة من جميع النواحي تقريباً. إذن المسألة مزاجية ويصعب حتى على المرء أن يجازف برأي لكثرة العوامل المؤثرة في مزاج فرد عن آخر. لهذا أسدي هذه النصيحة -وطبعاً إن الله هو العالم- للقارئ المساهم غير المضارب، لا يبيع أسهمه الآن في هذه الأجواء المتذبذبة إلا مضطراً جداً لأن مستقبل الاقتصاد السعودي وهو في رأيي المؤثر الأكبر يقود المرء إلى تفاؤل مذهل في قادم الأيام. وهاهي بعض المؤشرات المالية الإيجابية من ناحية عجز الميزانية إلى قرب البدء في الإنتاج الفعلي لبعض المشاريع الضخمة من سلع وخدمات تظهر للعيان.
وللتذكير فقط فإنني أرجع سبب هذا التذبذب بصورة رئيسة إلى المضاربين الأقوياء مالياً للسيطرة على السوق بنشر الذعر من خلال هذا التذبذب الكبير والمخيف ولنتذكر انهيار السوق في عام 2006 حين رفعوه إلى حوالي 21000 نقطة وأنزلوه إلى حوالي 4500 نقطة في مدة قصيرة.
نقلا عن الجزيرة