بغياب رموز الثقافة أو عدم صناعة رموز جديدة، أصبحت الساحة رهينة المحتوى التافه والرجعي، أصبح الإعلام يعاني في صناعة المحتوى، وهذه الصناعة تعتمد على قطبين:
الأول.. يعتمد على فكرة أو رمز «شباك»، بمعنى مثقف مثير للجدل وهي سياسة ضرورية لاقتصادات القنوات المرئية، والقطب الآخر.. الفكرة الجديدة أو المهمة والتي لها أبعاد مختلفة ومتعددة. فبغياب الرموز؛ ليس لدى الإعلام المرئي سوى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي كنجم «شباك»، ومحاولة طرح فكرة مهمة من خلال الحوار معه إلّا أن النتيجة تظهر بشكل ركيك، لأن الضيف غير مؤهل أصلًا للحوار، ومن هنا يأتي امتعاض المشاهد، ولا يلام على ذلك.
لماذا لم تصنع رموز ثقافة شابة لقيادة المشهد الحالي نحو مستقبل أفضل؟، أين هم من صنعوا غازي القصيبي وعثمان العمير وباقي زملائهما؟ لدينا الكثير من العقول المتنورة والرزينة لكنها تحتاج لدعم وصقل أدبي وحراك ممنهج! طاقات شابة ستحدث ثورة ثقافية ومعرفية خاصةً مع وجود هذا الاهتمام العالمي بكل ما يخص المملكة العربية السعودية، إهدارها يعني انهيارا للمحتوى الإعلامي، وعليه موت المشهد الثقافي، ونتيجة كل هذا هو مجتمع لا يتداول إلا التافهة والرجعية والأفكار غير المتزنة، فتخيل معي مستقبل هذا الجيل والجيل الذي يليه!.
أما المثقفون المناضلون في عهد سابق والذين أحدثوا تغييرًا واضحًا في المشهد الثقافي آن ذاك؛ لم يتم استثمار خبرتهم ونقلها للجيل الجديد، وقد تعبوا من النضال الذي أوصلهم إلى هدر دمهم في حقبةٍ معينة، وهم الآن بين أحفادهم يعايشون السعادة والراحة بعدما قدموا أرواحهم فداءً لمواجهة الأدلجة عندما كانت لديها السلطة.
على وزارة الثقافة التخلص من منهجية تنظيم الفعاليات ومجاملة الأدباء الحالمين الكبار، والبدء بالتركيز على أهداف أكبر وصناعة رموز جديدة شابة، والاستفادة من الرموز السابقة في تحديد هذه المنهجية، أعتقد هذا هو دور الجهات الحكومية، أما تنظيم الفعاليات فتقوم به أي شركة مشغلة!.
أخيرًا.. توقف صناعة الرموز أمره مريب.. فهل كانت لأهداف أخرى غير التأثير الإيجابي؟
نقلا عن الوطن السعودية

