كم مرة تمنيت وأنت تقود مركبتك أن يلتزم هذا الذي تراه يخالف النظام بالنظام المروري، وأن يتحلى بالذوق والأخلاق التي تجعله لا يرى نفسه فوق النظام، وأن يحترم وقوفك الطويل قبله للدخول إلى الطريق السريع أو الخروج منه.
كم مرة تمنيت وأنت تدخل إلى المسجد أن يضع المصلون أحذيتهم في المكان المخصص، وأن يلتزم المصلي الذي سيصطف بجانبك بالقدر الذي يستطيع من النظافة، أو أن يحافظ على المياه والنظافة في الأماكن المخصصة للوضوء.
لعلك تمنيت أشياء كثيرة في مواقع ومجالات كثيرة يكون في التصرف في الفضاء العام وفق الأخلاق والذوق كما يحث ديننا الحنيف، وكما يجب أن تظهر آثار تربية الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات على كل تصرف في أي مكان.
عرفت أخيرا أن في القطاع الثالث جمعية اسمها "الجمعية السعودية للذوق العام"، ومعرفتي المتأخرة بسبب جهلي الذي انتفى بعدما تلقيت رسالة منها تسلط الضوء على برامجها التي تقع تحت مظلة مبادرة "وطن الذوق".
كم هو جميل أن تكون هناك جمعية في هذا الشأن، تعزز القيم والأخلاق الإسلامية وترفع المعايير في الشارع والمسجد وحتى ملاعب الكرة وغيرها من المواقع التي نتعايش فيها وتؤثر سلوكياتنا في الآخرين.
الجمعية تهدف إلى انتهاج الذوق العام كأسلوب حياة، وهو نهج يفترض أنه ليس جديدا علينا، إذ تزخر شريعتنا الإسلامية وعاداتنا السعودية بعديد من التوجيهات والآداب التي تحثنا على التحلي بالذوق، كما أن ثقافتنا تتضمن سلوكيات وممارسات ذوقية حميدة تعكس هويتنا.
تقترب مبادرات الجمعية كثيرا من أهداف رؤية 2030 لأنها تصب في جودة الحياة، أليس جيدا أن تكون رحلتك على الطريق خالية من المنغصات التي يتسبب فيها عديمو الأخلاق ومخالفو النظام؟
لدى الجمعية برامج كثيرة منها: برنامج ذوقيات المساجد (بيوت المتقين) ويستهدف البرنامج تثقيف مرتادي المساجد حول آداب المسجد من خلال تعزيز مجموعة من السلوكيات الحسنة بين جموع المصلين، والمتعلقة بالمرافق في المساجد، وبرنامج ذوقيات المتنزهات والحدائق (متنفس) ويستهدف توعية مرتادي المتنزهات والحدائق حول السلوكيات والممارسات الذوقية في هذه المرافق. أيضا برنامج القيادة بالذوق الذي يعزز ذوقيات العلاقة والتعامل والتفاعل بين قائدي المركبات والمبنية على الاحترام والمرونة والإيثار، إضافة إلى برنامج ذوقيات وافد لتعريف العمالة الوافدة بالذوقيات العامة المرتبطة بالقيم الإسلامية وثقافة المجتمع والعمل على تثقيف المجتمع حول التعامل معهم.
لدى الجمعية كثير من سفراء الذوق ضمن برنامج بهذا الاسم، وأتمنى أن نكون جميعا سفراء لها.
نقل عن الاقتصادية