عام مضى ودهر انقضى في عمل باهر لمستقبل زاهر يقودنا مليك صنديد ذو ماضٍ مجيدٍ يعينه ابن بار وشعب قادر لنستذكر مؤسِّسنا الذي جمعنا تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» لنواجه التحديات بأخلص النيات وأسمى القدرات.
نروم السلام ونمارس الوئام، لا نأبه بما يقول الحُسَّاد، ماضين في طريق الرشاد. أعمالنا تشهد على ما ننجز، حيث إننا لم نعجز في جمع كلمة المسلمين وجلب اعتراف الدول بدولة فلسطين. أخذنا بأيدي إخوتنا في الدين بدعمٍ سخيٍّ ذي آثار عظيمة ولم ننسَ باقي البشر بهبات كريمة.
أما المواطن السعودي فهو ذو الشهامةِ والجودِ، فينعم بإيمان وثيق وخُلق ودود ويُسهم ويشارك في بناء مستقبلنا بسواعدَ قوية وبقلوبٍ وأرواحٍ أبيَّة. متأسِّين بما قاله المرحوم الملك عبد العزيز:
«إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سُقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً وتورق أغصانه ظلاً يُستظل به بعد الله، لمستقبلٍ نحن في أشدِّ الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمةً للدين والوطن». ولقد استرشد ملوكنا بذلك فأنجزوا نهضة علمية قلَّ ما يضاهيها في البلدان، ولم يكتفوا بذلك فابتعثوا أبناءنا وبناتنا إلى أرقى دور العلم في شتى أرجاء المعمورة ليتزودوا بالعلوم النافعة، وتميّزوا بعودتهم ليُسهموا في بناء الوطن. ولقد قال الملك سلمان، حفظه الله، عن هذا اليوم: «إن ذكرى يومنا الوطني تعبِّر عن الاعتزاز بأمجاد الوطن، والفخر بمكانته ووحدته بين الأمم، التي أسست قواعد هذا البنيان الشامخ». ولقد أبدع سمو ولي العهد حين قال: «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت؛ شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله». ومن ضمن ما نستذكر اليوم، الفرسان الستون الذين رافقوا عبد العزيز في مسيرته لتحرير الرياض، فلولا إيمانهم بالله وعزيمتهم الجبارة لَمَا عرَّضوا أنفسهم للهلاك، وينطبق عليهم قول الله تعالى: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين». وبعدهم هناك الأجيال التي خلفتهم ممن ضحّوا بالغالي والنفيس ليوطِّدوا وحدة ورقيّ أقدس رقعة في العالم، حيث وُضع أول بيت للناس مباركاً وهدى للعالمين، وولد محمد بن عبد الله رحمةً للعالمين، ونزل الوحي الإلهي سراجاً للعالمين.
وفي هذا اليوم، يجب علينا أن نشكر الله ونحمده على نعمه التي أنعم بها علينا؛ قيادة حكيمة، ومجتمع مؤمن، ووطن آمن، وبحبوحة في العيش، ومستقبل واعد. اللهم أيِّد عبدك سلمان بن عبد العزيز وسخِّره لرِفعة دينك، ووفِّق محمد بن سلمان ليقودنا في صراطك.
فنهنئ أنفسنا بقيادتنا الرشيدة ونتطلع إلى قدوم أعوامٍ سعيدة.
نقلا من الشرق الاوسط