لعلكم تذكرون مفاوضات المملكة مع منظمة التجارة العالمية التي خرجت من كونها مفاوضات تجارية بحتة إلى «أنبوب اختبار» ومفاوضات لها بُعد سياسي واجتماعي وديني أحياناً.واجهت المملكة تحديات حقيقية في الاندماج مع المجتمع التجاري العالمي في ذلك الحين لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بالشق التجاري المعلن ومنها ما يتعلق بالشق الآخر، الذي كان يدار من خلف الكواليس.على مدى 15 سنة من المفاوضات الشائكة فتحت ملفات كثيرة تتعلق بالانفتاح الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الانفتاح التجاري.قد لا يعود إصرار المملكة على الانضمام في ذلك الوقت للجانب التجاري - على أهميته - ولكن لأسباب أخرى من بينها عدم العزلة عن العالم ومنظماته وهو أمر له أبعاده الاجتماعية والسياسية ولذلك كانت إحدى اللجان الوزارية آنذاك برئاسة سمو الأمير سعود الفيصل.لا أعود بكم لاستعراض الماضي الذي تعرفونه جميعاً ولكن لأن الإشكالية تطل برأسها من جديد من مطرح آخر.مانشيت صحيفة «الشرق» يوم أمس الاثنين يشير إلى أن إقصاء المملكة عن استضافة كأس آسيا كان بسبب اشتراط وجود محرم لكل مشجعة أجنبية.مصدر الخبر جاء - كالعادة - من الخارج لأنه لم يتجرأ أحد على ذكر هذه الحقيقة في الداخل.الرياضة اليوم لا تقل أهمية عن التجارة كدائرة اتصال مع العالم، وها هي تطل برأسها من جديد ليس لمنع المملكة من إقامة المسابقات الرياضية كحق سيادي في الداخل فقط ولكن أيضاً لتعليق مشاركة المملكة في المسابقات الرياضية في الخارج دون مشاركة المرأة وآخرها ما حصل في أولمبياد لندن.كانت فرصة للأجهزة والجمعيات والمنظمات المعادية للمملكة لو حرمت المملكة من المشاركة في هذا المحفل الذي يعد أكبر بطولة رياضية في التاريخ لولا عثور الرئاسة على فتاتين مع محرميهما باللباس الإسلامي للمشاركة «الشكلية» وإنقاذ الموقف.ماذا لو تطورت الأمور في هذا الاتجاه، وأعتقد بأن الأمر متجه للتصعيد من قبل بقية الاتحادات الرياضية الدولية.تحديات كبيرة.. نواجهها بالصمت المطبق.
نقلا عن عكاظ

