تزداد أرقام الطلاب في الجامعات، وتزداد تبعا لذلك أعداد الجامعات الجديدة، وترتفع معها الاعتمادات المالية، حتى بلغت ميزانية التعليم لهذا العام ما يوازي ميزانية بلد بحجم الأردن لمدة ست سنوات (6.42 مليار دينار عام 2013).ما شاء الله، نحصي ونعلن كل شيء، عدد الطلاب، حجم الاعتمادات المالية، عدد الوحدات السكنية، حتى عدد الوجبات في مطاعم الجامعات، لكن عندما يصل الأمر إلى الإفصاح عن المستوى التعليمي يدرك شهرزاد الصباح فتتوقف عن الكلام.في اعتقادي أنه لو أصبح لدينا مؤسسات اعتماد أكاديمي لخرجت فضائح تعليمية لا تبقي ولا تذر.رفع المركز الوطني للقياس «رقبته» قليلا، فخرج باكتشاف خطير، وهو أن 50% من المعلمين لا يصلحون للعملية التعليمية (مع التهذيب)، وأعتقد أنه لن يقع في المحظور مرة أخرى.ماذا تقول عن التمريض هذه «الضحكة» الكبيرة في المستشفيات.. وقس على ذلك بعض المهازل المماثلة.عندما بدأت التصنيفات العالمية تغزو جامعاتنا انتفضت هذه الجامعات، وغيرت من قواعد اللعبة، وحاولت أن تلحق بركب الجامعات المتقدمة (بقوة أو بمروة)، وهذا ما سوف يحصل لو خضعت مخرجاتها لاختبارات يصدر عنها تصنيفات بكل التخصصات.الخطورة ــ في ظني ــ ليس في عدم وجود معايير لثقافة الجودة، وليس في عملية تحييدها من العملية التعليمية، ولكن الخطورة في عدم الرغبة بتأصيل هذا المذهب العلمي كمنهج يدخل في صلب ثقافة التعليم الجامعي؛ لأن الهدف هو القبول وتجنب الشكاوى من عدم وجود مقاعد، أما ما تبقى بعد ذلك من إشكالات تعليمية فهو يأتي في قائمة «الكماليات» الأكاديمية.
نقلا عن عكاظ

