مئـات من الأشخاص لقوا حتفهم غرقاً في سيول وفيضانات الأمطار, وآخرين أُصيبوا وأيضاً منهم من تلفت ممتلكاتهم الشخصية من منازل وسيارات وغيرها, ومنهم من فقد الأب ومنهم من فقد الأم ومنهم فقد الأخ والزوج والابن, طالبوا وتحدثوا و وُعدوا بالحلول العاجلة ومازالت تلك الكوارث مستمرة, ولكن إلى متى ..؟

أجرت الدكتورة مشاعل آل سعود دراسات منذ عام 2004 تحذر منها من سيول قد تقع على منطقة جدة و أوضحت بأن طبيعتها منخفضة ويحدها من الشرق مجموعة من الجبال التي تتجمع فيها المياه الهاطلة من الأمطار وبالتالي جرها باتجاه البحر عبر مدينة جدة .

وفي عام 2005 نتج عن السيول 60 من الوفيات و18 إصابة في المدينة المنورة وعسير ومكة المكرمة، فيما استمرت الفرق الجوية في إغاثة بعض القرى والهجر المتضررة شمال محافظة الطائف غرب السعودية.

الدكتورة مشاعل آل سعود في دراسة أعدتها عام 2007 ذكرت فيها معلومات مهمة عن جدة لم تؤخذ من الجهات المسؤولة بعين الاعتبار, كغيرها من الدراسات المهملة. إذ قالت في دراستها بأن العوامل المناخية آخذة في التغير ويتوقع تزايد معدل هطول الأمطار بحوالي 30 في المائة في الأعوام القليلة القادمة, ويتضح من خلال السيناريوهات أن هذه الحالة المناخية سوف تتكرر مترافقة مع أمطار غزيرة وما يرافقها من كوارث طبيعية أهمها السيول وانجرافات التربة والصخور.

-2007 ومما جرى فيها من أضرار بالمخواة والسيول التي عزلت 7 قرى في القنفذة وسيول في المرقبان.
- 2009 بلغت خسائر فيضانات جدة في المملكة العربية السعودية، نحو 1.4 مليار دولار و 119 حالة وفاة تقريباً, و الأضرار طالت 8092 عقاراً و7143 مركبة.
- 2010 لقي 68 شخصاً مصرعهم في الجنوب, و123 وفاة في منطقة قريبة من مكة المكرمة.
- 2011 بلغت الوفيات تقريباً 108 أو مايزيد عنها, و مئات الإصابات وقطع التيار الكهربائي واستدعت نزول قوات الجيش السعودي والحرس الوطني لنجدة المنكوبين و خسائر في قطاع الأعمال تتجاوز المليار! .
- 2012 الوفيات عددهم بلغ 18 شخصاً، و تضرر 17 منزلاً و10 آليات بعد أن داهمتها سيول تمايا في محافظة رابغ.
- 2013 تضررت 41555 منزلاً من السيول التي تعرضت لها المملكة مؤخراً في جميع المناطق وغيرها من منشئآت, و سيول الرياض ضمن أقوى الصور العالمية عام 2013, و ارتفاع وفيات السيول إلى 24 حالة وفاة في العام نفسه, و أكثر من 4213 بلاغاً خلال أقل من يوم, وعبّر البعض عن ما حدث بسبب السيول بالمشاهد السينمائية أو فيلم وثائقي يؤرخ حقبة من الزمن سيطول الحديث فيها.
- 2014 والآن رغم كل ماحدث في السابق وكل هذه الأعداد التي زُهقت أرواحها بسبب من خانوا الأمانة وباعوا ضمائرهم تتكرر هذه الكوارث في عدة مناطق.

في 2013 أكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن السدود التي تم إنشاؤها لمواجهة السيول شرق مدينة جدة قادرة على حمايتها من 100 إلى 200 عام...
وفي 2014 لم يمض سوى عاماً واحداً على الانتهاء من مشروعٍ لتصريف السيول في حي قويزة شرقي جدة، حتى يفشل في أول تجربة له بعد الأمطار التي شهدتها المدينة الأسبوع المنصرم.

ومن الأحداث الحالية: مصرع وإصابة اثنين وإنقاذ 41 شخصا و 23 مركبة في“ سيول مكة”, سيول جدة.. إغلاق أنفاق ومدخل «السامر» يمنع الحركة المرورية, جدة : الأمطار تعيد تذكير سكان شارع فلسطين بـ"كارثة 2009", ناقة تصارع الموت في سيول مكة, سيول مرعبة تجرف كل ما يواجهها بحي العُمرة في مكة, القنفذة مواطنون ينقذون عائلة جرفت سيول وادي قنونا سيارتهم.

وعبر البعض في موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" عن هذه السيول فقال بدر السنبل " مضى عليها 5 سنوات وحتى هذه اللحظة القضية بين اتهامات وبراءات ومرافعات.هل أصبحت القضية لغزا أم أن دهاليز الحكاية مكهربة!"
وقال عمار رمضان " انا عن نفسي فقدت الامل تماما في وجود نظام تصريف سيول .. اقعد في بيتك وخل الحرامي يعيش".

و في دراسة حديثة أُجريت, الإعلامي محمد اليوسفي- باحث سعودي في شئون الصحراء- : مناطق نجد الصحراوية ليست في مأمن من كوارث السيول, إذ أن كثيراً من مدن ومحافظات وسط المملكة المميز بمناخه الصحرواي المتقلب, ليست كما يتصور البعض أنها في مأمن وإن طالت فترة الجفاف بل هي عرضة لسيول كوارثية.

فهل سيفيق المسؤولون عن هذه الكوارث وهل ستتحرك ضمائرهم ؟!
وهل ستتكرر في الأعوام القادمة وتصبح أمراً "عادياً" في حدوثه ومعتاداً ؟!
و إلى متى سيبقى موسم الشتاء "كابوساً" على بعض سكان مناطق المملكة ؟!
كاتبة سعودية