في مجتمع كان يتم فيه اعتقال دمية كانت توزع الحلوى، وتبعث الابتسام على وجوه الأطفال، لأنها لم تلتزم بالزي الشرعي!.. هو مجتمع محكوم عليه بالترفيه خارج حدود وطنه فقط، لذا يقتنص الإجازات، ويجمع ماله كي يفر ليبتسم، ويفرح.. ليس المواطن فقط، بل حتى المقيم الذي تطول مدة إقامته، أصبح كأشقائه المواطنين يسافر معهم لبلدان مجاورة ينشد فيها الترفيه، خوفا من أن يُتهم بشبهة الفرح.
كنت قد كتبت عن صناعة الترفيه التي جاءت ضمن رؤية المملكة 2030، وأعداء الترفيه المتلونين بيننا، وضربت مثلا بديزني على تلك الصناعة المجدية اقتصاديا. بعد نشر مقالتي تلك عرفت كيف يعارض حزب المعارضة الذي لا يملك أفراده في الحياة إلا أن يعترضوا حتى على البهجة التي ربما كانوا هم غارقون فيها لوحدهم، لكنهم يعترضون ليبدون أمام أنفسهم أكثر فهما.. هذه الثقافة الجديدة يتبعها (حزب المعارضة).
بالأمس طالعتنا الصحف والوكالات بخبر لقاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمجموعة six flags وهي تعد من كبرى الشركات الأمريكية المتخصصة في بناء وتشغيل مدن الترفيه التي تجمع بين الألعاب والمتنزهات والعروض والفعاليات، وهي مكسب اقتصادي كبير للمدينة التي ستقام فيها، وكالعادة عندما يبدأ الاعتراض والانتقاص من أناس لا يعرفون إلى أين يتجه الاقتصاد العالمي، ولا كيف الحيلولة دون سفر الأموال مع أصحابها.. وتظل أحلامهم بسيطة تخصهم لوحدهم، وإن عظمت فهي لا تتعدى أن تردم الحفرة التي بجوار بيته، أو إزالة المطبات التي تضايقه، أو نقل زوجته من مدرسة إلى أخرى، ومع ذلك يغرد في تويتر حول تأجيل هذه الصناعة الاقتصادية إلى أن يتم عمل اللازم في البنية التحتية التي تخص الحي الذي يقطنه!
على قدر ما تتعاطف مع أحلام البسطاء، على قدر ما يضايقك هذا الفهم البسيط للاقتصاد، فينظرون إلى خبر six flags على أنه مجرد مدينة ترفيه.. فتحاول قدر ما تستطيع أن تبين ما خفي عليهم، لكن ماذا ستفعل مع من يتميز غيضا على رؤية 2030 بكل أبعادها وأهدافها.. فلا يملك إلا القدح في الترفيه، وكأنه جريمة!
نقلا عن عكاظ