تتسابق دول العالم على قائمة العشر الأوائل عالميا في مختلف مجالات الدولة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والرياضية والصحية وفي نفس الوقت تبذل الكثير لتتحاشي أنْ تقع في ذيل القائمة. اليوم مملكتنا الحبيبية أتمنى أن تكون في ذيل القائمة بدلا من الثالثة عالميا في السمنة. السمنة التي تُكلّف الدولة 19 مليار ريال لمضاعفات السمنة،و500 مليون ريال تكلفة الرعاية ويتوفى 20 ألف إنسان سنوياً ولماذا 70% من السكان يعانون من البدانة لماذا وصلنا الى هذا الوضع المخيف والمقلق والمُكلِف.
تري هل نمط الغذاء السيئ هو السبب أم قلة النوم ام تراه وراثة وربما الخمول وقلة الحركة وانعدام ثقافة المشي والطعام الصحي. وزارة الصحة ومن خلال برنامج التحول الوطني 2020 تهدف إلى تقليل نسبة السمنة إلى 1% هذا من ضمن 16هدفا استراتيجيا رئيسيا خاصا بالوزارة من خلال 16 مؤشرا يتم تطبيقه وتنفيذه ومراقبة تحت مؤشر الأداء الرئيسي (KPI).
هل السمنة في مملكتنا الحبيبية ظاهرة ام كارثه؟ ولماذا انتشرت عمليات السمنة والتخسيس؟ وهل عمليات قص المعدةوربط المعدةوتحويل مسار المعدة (تجاوز المعدة) وبالون المعدة هو الحل المناسب لمشاكل وامراض السمنة ام هناك حلولا اقل ضرراً ومخاطرة وابتعادا من الكسب المادي للمنتفعين من تلك العمليات. اين ثقافة المشي والطعام الصحي ولماذا اجدادنا كانوا ينعمون بصحة جيده واجساماً رشيقة.
كيف نتحوّل من رأس القائمة الى ذيل القائمة، تساؤل غريب جميع الدول تبحث كيفية الوصول الى القمة هذا ليسصحيح دائما فهناك قمم محبة واخري غير محببة. نحن في قمة غير محببة. للوصول الى ذيل القائمة هناك التوعية الصحية وهي دور تكافلي لا ينحصر على مؤسسات الاعلام والصحة بل على وزارة التربية حيث تتحمل الجزء الأكبر في التوعية عن اضرار السمنة في مدارسها وفي كافة مراحلها وفي الجامعات الحكومية والأهلية.وكشفت دراسة أعدّها قسم أبحاث السمنة في جامعة الملك سعود في الرياض، أن نحو ثلثي السعوديّين يعانون من السمنة، بنسب متقاربة بين النساء والرجال وهذه دراسة محلية نسبة الثقة بنتائجها مرتفعة.
كم أتمنى أن يطبق الجميع قول الرسول صلي الله علية وسلم ((نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع))والشبع مع عدم الحركة وحرق الدهون مصيره السمنة وبالتالي حالة نفسية صعبة ونظرة اجتماعية تشوبها الرأفة والنظرة السلبية خصوصا عند المرأة والتي تتجه الى العميات الجراحية مع سهولة اجرائها إلا إن هناك بعض الأخطاء الطبية المميتة التي تحدث هنا وفي كل مكان. شخصيا أحد اقاربي توفي بعد اجراء عملية ربط المعدة بعدة ساعات بسبب خطئ طبي.
وفي الختام لا نريد أن تكون بلادنا الثالثة عالميا في السمنة ولا الأولى عالمياً في حوادث المرور نريد أن نكون في ذيل قوائم الاحصائيات السلبية وفي القمة في الاحصائيات الإيجابية وهذا يتحقق مع الوعي المجتمعي وتظافر جهود الوزرات المعنية. قال صلى الله عليه سلم (ما ملأ آدمى وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.