في حماس نقاش حول سوق القوى العاملة ذكرني زميل اقتصادي بأهمية الفرق بين رأس المال البشري والموارد البشرية، فالخلط بينهما يحمل مخاطر والتفريق يحمل فرص نجاح أكبر. جاء التذكير من خلال مقالة صغيرة تتحدث عن الفرق وتشير إلى دراسة أكثر تعمقا عن الموضوع. أحيانا توظيف المصطلحات الصحيحة يدل على التفكير السليم، كما يساعد التوظيف السليم للمصطلحات على الإجماع حول تأطير السياسات العامة ومن ثم الثبات على سلم البناء. الكثير مألوف مع مصطلح الموارد البشرية فكل فرد عمل في أي منظمة عامة أو خاصة لديه تجربة مباشرة مع إدارة الموارد البشرية أيا كان مسماها. حديثا بدأنا نسمع عن "رأس المال البشري"، بغض النظر عن التشكيلات الإدارية، قياس مساهمة الأفراد مفصلي لنمو وتقدم كل الشركات والمجتمعات.
الموارد: جميع الوسائل المتوافرة للتطور الاقتصادي والسياسي مثل الموارد الطبيعية والأيدي العاملة والقدرات التنظيمية وكل مورد متوافر للتوظيف عندما نحتاج إليه. بينما رأس المال هو أي شكل من أشكال الثروة ممكن أن يوظف لإنتاج ثروة أكثر. فالموارد محدودة ورأس المال غير محدود؛ حيث يستطيع إنتاج رأسمال إضافي. فرأس المال البشري يزيد من خلال التعليم والتدريب والخبرة في العمل والتجربة في الحياة والاستثمار في الصحة البدنية والنفسية، الوقت والمال والجهد تصرف لتكوين رأسمال بشري.
توظيف رأس المال البشري استثمار يهدف إلى الحصول على عائد في المستقبل. فكثير من الشركات تجد أن أهم رأسمال لديها هو الاستثمار في البشر ولذلك هو أهم من أي عوائد مالية سريعة، عائده يأتي في الحصول على المعرفة والتواصل الأفقي والرأسي والإنتاجية وحتى السعادة والأمن. في ظل ما تعيشه بلادنا من طموحات ومبادرات وتجارب في سياسة العمل والاقتصاد وحتى مراجعة لسياسات التعليم أجد أن الحفاظ على هذ الفرق وتأطير مرجعية النقاشات أول خطوة عملية تمهد للاستثمار الفعال. فمثلا كثيرا ما نسمع ونقرأ عن أهمية "التعليم" وكان هناك خلاف حول أهميته ولكن حين تريد التعامل معه كمدخل للعملية الإنتاجية سرعان ما تبدأ الخلافات المنهجية واختلاف الأولويات. التعليم المفيد لا بد أن يكون في جزء معتبر منه أحد مدخلات العملية الإنتاجية وألا يصبح ترفا مكلفا. تغيرت وتسهلت مصادر المعرفة العامة ولكن زادت تكلفة التعليم الضروري اقتصاديا. أحد مصادر الخلط لدينا ينبع من عدم مركزية التفكير الاقتصادي لدينا. معرفة دور البشر بين الموارد ورأس المال خطوة أولى يبدو أننا نتجاوزها دون تفكير مستحق. لذلك وجدت نقل فحوى المقال خاصة أن تحديد التعاريف مفيد لما نمر به من محاولات جادة لتحديث وتطوير المملكة. تكوين عنصر ثقافي والإجماع حوله يجعلنا نستهدف ونركز على الاستثمار في البشر الذي هو أهم من الاستثمار في الماديات فرديا وجماعيا.
- نائب اتحاد المصريين بالسعودية: لا حج بدون تأشيرة أو تصريح للمقيمين بالمملكة
- الأمم المتحدة تطلق نداء لجمع 2.8 مليار دولار لصالح فلسطين
- حكم قضائي يلزم يوفنتوس بدفع 10 ملايين يورو لرونالدو
- لإيسيسكو.. ندوة دولية حول واقع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي
- الانتهاء من مشروع سد مهمند والطاقة الكهرومائية في باكستان
- وزيرا خارجية الصين والسعودية يجريان محادثات هاتفية بشأن الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية
- موافقة سامية على تشكيل مجلس أمناء جامعة الملك عبدالعزيز
- رئيس وزراء باكستان يستقبل سمو وزير الخارجية ووفد المملكة رفيع المستوى
- برعاية الأمير سعود بن نهار محافظ الطائف انطلاق مهرجان مزارعي الورد الطائفي الأربعاء المقبل
- السعودية تعرب عن قلقها جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته
فواز بن حمد الفواز
البشر .. رأسمال أم موارد؟
نقلا عن الاقتصادية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/1933235.html