طبيعة الحال فإنكم تلاحظون أن كل المؤتمرات والملتقيات والمعارض والمنتديات والمهرجانات وسائر التجمعاتً الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تقام في مدينة أو مدينتين في الغالب، وهو ما يسبب اكتظاظا في عددالمناسبات ومدى قدرة هذه المدن على الجذب بحكم التشبع، وهذا ما يعكسه عدم الحضور أو المشاركة الشعبيةأحيانا، ولأنه لا توجد مرجعية تعنى أو تهتم بالتوزيع الأفقي لمثل هذه المناسبات، ينبغي العمل لإيجاد آلية لخلقالتوازن في سبيل إدماج المجتمعات في المناطق مع هذه المناسبات وتحفيز الضمير الشعبي للمشاركات الوطنية،
صحيح أن الرياض وجدة والدمام تحظى ببنية تحتية تساعد على إقامة مثل هذه المناسبات المحلية أو الدولية،إضافة إلى أنها أقرب لمواقع إقامات المنظمين والمشاركين بهذه المعارض والمنتديات، لكن في نفس الوقت لاً يمكن تدوير هذه المناسبات إلا بالتغلب على هذه المسألة، خصوصا وأن بعض المناطق تفي بالحد الأدنى منالمطلوب، وما هو غير موجود يأتي مع الطلب عليه في المستقبل، منتدى «دافوس» لم يعقد في جنيف أو بيرن،ومهرجان أصيلة لم يقم في الدار البيضاء أو الرباط ومعرض الكتاب لم يقم في دبي أو أبوظبي، والمؤتمرالاقتصادي لم يعقد في القاهرة أو الإسكندرية ومهرجان كان لم يقم في باريس أو مرسيليا وهكذا.
وعليك أن تستعرض جملة طويلة من المؤتمرات والملتقيات والمنتديات والمعارض الدولية التي تعقد في العالم،ً والتي تختار أحيانا مدنا صغيرة لإقامة هذه الأحداث مهما كبرت مما مكنها من تكوين هويات وعلامات تجاريةلهذه المناسبات قد تفوق حجم هذه المدن نفسها، وثمة قائمة طويلة بذلك قد لا يسمح العمود باستعراضها.
ولذلك فإني أعتقد أن توزيع وتدوير هذه المناسبات في إطار التوازن المناطقي، وفي حدود ما هو ممكن، سوفيحقق نتائج كثيرة أولها خلق كوادر في المناطق لإدارة هذه المناسبات، ورفع نسبة التفاعل الشعبي معالمناسبات الوطنية، واكتشاف الميز النسبية لهذه المناطق، والتعرف على بعض الكفاءات الموجودة، والبعد عنالاكتظاظ المروري والسكاني الذي تعاني منه هذه المدن وغيرها.
نقلا عن عكاظ