صف ُ مصطلح «الإصابة الأخلاقیة» مشاعر العار العاطفي، والصراع النفسي الم ٍ حتدم نتیجة أفعال مضادةلمعاناة كثیر ُ من الجنود الـم ِ حاربینٍ لقیم ُ أخلاقیة وم ٍ عتقدات ُ دینیة ومخالِ ٍفة ٌ للضمیر الإنساني، وھو اختصار ٍُ نتیجة م ٍ شاھداتھم انتھاكات ُ إنسانیة فظیعة، أو مشاركاتھم في أعمال مخزیة تخترق قیَمھم الأخلاقیة، مما یُسببُ ما یتم إساءة فھمھا بأنھا «متلازمة إجھاد ما بعد الصدمة
.«اضطرابات نفسیة كثیراًُ ، شمل ھذا الم ُ صطلح المشاعر الم ِ ضطربة لدى الأطباء، نتیجة خیبة ُ أملھم لعدم قدرتھم على مـمارسةوحدیثاًٍ خلال سنوات زھرة شبابھم، بحماس ٍ فائق وقیم ٍ أصیلة
ِ وعلمیاًّ مھنتھم الس ّ امیة التي استعدوا لھا نفسیاً وأخلاقیاًُ بھ من مرونةَسم غلیظ، لخدمة المرضى بما تقتضیھ أرقى الإرشادات الطبیة والأخلاقیة، ومواجھة ما تتطلّبه وقَّ عوه،من عدم استطاعتھم تقدیم الر ُ عایة الطبیة المثلى للمرضىُ معاكس لما توقّّ وتحمل، لیُ َصدموا بعد ذلك بواقعٍ
دون تمییز، وصعوبة تحقیق قِیَمھم الأخلاقیة التي تربّوا علیھا، وبالتالي مواجھتھم آلاماً نفسیةً وجروحاً
. ّ روحیة، ومشاعر ملو ُ ثة بالخزي والفشل والخذلان والخیانةُ تشخیص ٌ ذلك في كثیر من الأحیان بأنھ «احتراق وظیفي» ناتج عن ضعف قدرةُ من الم ّ خجل أن یتم خطأّ الطبیب على تحمل أعباء مھنتھ، وسوء تكیّفھ النفسي مع الأنظمة ومتطلّبات العمل، وھو في الحقیقة نتیجةّ الإصابة المعنویة والص ّ دمة الروحیة البالغة التي یتعر ّ ض لھا جر ٍ اء ضغوطات غیر أخلاقیة تُمارسھا علیھّ إلى التغو ّ ل المادي للقطاع الصح ّ ي على حساب صحةالإدارات الطبیة لتجریده من أدوات نجاحھ، إضافةًالمریض، والتفرقة بین بعض المرضى على أسس غیر إنسانیة، وإكراه الطبیب على أن یكون جزءاً منَرة لھ ضد الأخطاء الطبیة والتھدیداتّ ة قد تضر ّ بالمریض، في ظل ٍ غیاب حمایة ُ معتبـُ منظومة صحیة مختلّ
.الوظیفیةُ أما آثار «الصدمة الأخلاقیة»، فقد تكون م ّدم ُ رة للصحة العقلیة، وھي تجمع في طیّ ٍ اتھا مضاعفات ْ مھنیةّ اجتماعیة، تستدعي إقرار المؤس ّ سات الص ّ حیة بھا ودراسة حجمھا وآثارھا السلبیة الخطیرة، والاھتمام بمعاناةُ الأطباء الممارسین في الخطوط الأمامیة لمعركة المرض والصحة، ونزاعھم الأخلاقي نتیجة الأنظمةُ المعطوبة، وعمق الجراح التي تصیبھم جراء اضطراب واقعھم المھني، ووقوعھم ضحیةَ ّ مؤسسات طبیةِ وشركات ّ تأمین تتحك ُ م في م ّقد ّ راتھم وصمیم مھنتھم وتخص ِ صاتھم، وتستنز َ ف جھودھم وتُدمي أرواحھم، وھوُّ ما یعد مأساةً أخلاقیةً یُشارك فیھا -وللأسف الشدید - بعض زملائھم من الإداریین الأطباء المحسوبین على. ِ ھذه المھنة الشریفة
نقلا عن صحيفة المدينة