ھناك خلط في المعنى والمقارنة بین كلمتي الترفیھ والترف، فالترفیھ معناه التنفیس عن النفس وتسلیتھا،
ُّ وھو شيء ضروري تحتاجھ النفس البشریة بعكس الترف، وھو شيء زائد عن الحاجة، ویعني التنعم
الترفیھ بین الإتقان وإسعاد الإنسان وإشباع حاجة غیر ضروریة.
أضع ھذه المقارنة لأن ھناك من أصحاب الھوى من یُؤلِّب ضد الترفیھ وھیئتھا مستخدماً آیات الترف..
وھیئة الترفیھ في مدینة جدة، كما في بقیة مدن المملكة، ھذا العام حققت نجاحاً كبیراً في جانب تھیئة
الأجواء بعد العید، ولطَّفت الجو الحار جداً، بما تم إشادتھ من مھرجانات ومنتزھات ومطاعم وألعاب
ومسرحیات، وجعلت الاختیار للمواطنین والمقیمین متعدداً، فألف مبروك لمعالي المستشار تركي آل
ُ الشیخ ھذا الإنجاز، وإن كنت أتفق مع البعض أن أھل الأحیاء وكثیراً من أھل جدة -غیر القادمین إلیھا من
مدن المملكة- لم یكن لأحیائھم فرص التأسیس للترفیھ في أحیائھم، لأنھ كلما كانت مناسبات وأماكن
الترفیھ قریبة منھم، تكون الاستفادة منھا على مدار العام أكثر، فلعل الخطوة التالیة أن تقوم ھیئة الترفیھ
بالتنسیق مع أمانة جدة بتثبیت خطة لترفیھ أھل الأحیاء على مدار العام، خاصة النساء وصغار السن، وأنتكون بأسعار رمزیة.
إن الترفیھ ضرورة نفسیة، یحتاجھا الصغیر والكبیر، والترفیھ لا یعني السھرات الغنائیة وحدھا، كما
یُ ِّركز علیھ البعض، دون الأخذ بالإنجازات الأخرى، إنھ یشمل باقة مسلیة متعددة الألوان والزھور، تمنح
الصغیر متطلباتھ التي تُسلِّیھ، كما أنھا تعمل على إسعاد الشباب والشابات، وكذلك الكبار، خاصةً فئة
المتقاعدین من الرجال، والقواعد من النساء.
ٍ إن إنشاء قاعات اجتماعیة، تھدف الى التسلیة والترفیھ، ومقاه تثقیفیة تھدف الى الوعي والعلم، ودور
سینمائیة تھدف الى مشاھدة أفلام ذات أھداف اجتماعیة وتاریخیة ووطنیة وعلمیة وتعلیمیة، وذلك
بالتعاون مع ھیئة الثقافة في الأحیاء، وھو ما یُحقِّق التغییر، ولقد شاھدت في لندن قبل أكثر من أربعین
ِن الخطاب الذي عرضتھ الـMBCَّ ر في أیّما تأثیر، ومن شاھد مسلسل عمر عاماً فیلم الرسالة، وقد أثَّ
یُدرك جیداً أن العرض السینمائي عبر الأفلام أو المسلسلات لا یقل في وقعھ وإحساسھ عن قراءة
الروایات والأحداث التاریخیة، إن لم یفقھا، ولذلك أقترح أن تُقیِّم ھیئة الترفیھ أعمالھا بعد كل فترة
وأخرى، لتُحقِّق المزید من الاتقان، وكل ما یُسعد الإنسان، لأن الھدف الأخیر منھا، ھو تحقیق معنى
السعادة بالتسلیة، ولذلك فإن الذین یقفون من ھیئة الترفیھ موقفاً سلبیاً، ولا یُدركون أھدافھا، أو یُ ِّھولون
بعض أمورھا، فإنھم یطرقون باب الیأس، ویبتعدون عن مكتسبات تُحقِّق للمجتمع مكاسب ترفیھیة، وإني
ُ كل لأعجب كل العجب كیف الكثیر ممن لا یتفاعلون مع إنجازات الھیئة یذھبون بأرت في وطنھم قذفوھا بأوصاف لا تمت لھا بصلة.. صحیح ھناك محلات الترفیھ في العالم، وإذا توفَّ
ُ برامج تحتاج إلى إعادة النظر، وھي كما ذكرت ستكون من ضمن تقییم الأداء، ولكن إنشاء الھیئة
عد بلاشك موسماً ترفیھیاًودعمھا، وما حققتھ من إنجازات وعطاءات، فقط في مدینة جدة ھذا العام، یُ ُّ
وإسعاداً إنسانیاً َّ ، لأنھا مكنت الفرح أن یسري في المجتمع، وتبقى وضع أنظمة للحفاظ على مكتسبات
الوطن من المنشآت، خاصة الواجھة البحریة، وھذا شيء مطلوب، وكذلك التوعیة المجتمعیة في التعامل
وحفظ حقوق الآخرین في الممرات، وأثناء الزحام شيء آخر مطلوب كذلك
نقلا عن المدينة