بعد أن لمع نجم الكاتب العزيز محمد بن ناصر الاسمري في سماء الباحة وأضاءَ بنوره دروبها الثقافية و دواوينها الأدبية أطلّ علينا كاتبنا المتميّز
محمد آل ياسر بسمفونية قديمةجديدة عن شئ من موروثاتنا الجنوبية المكتسبة بالفطرة،
قديمة في إلتصاقها بالحياة اليومية للبسطاء من الفلاحين والمزارعين ومُربّي ورعاة
المواشي،
وجديدة في أن ذاكرة كاتبنا العزيز أعادتنا إلى تذكّر تلك الموروثات بشئ من مشاعر الحزن لأنها رجّعتنا للماضي الجميل بكل ذكرياته وحياةالبساطة والعيشة المطمئنّة،
كانوا يتبادلون بعض الأهآزيج والهزملة بعبارت متواترة تعينهم على إنجاز أعمالهم اليومية أيٍ كانت فمثلا،
1) يبنون الفُرضة - وهو جدار إستنادي للقطعة الزراعية يتعرّض جزءمنه للسقوط من تكرار الأمطار- فيقولون،
( ضيعة مدّها المكتل جاك ربي يعين بها).
2) وعند الإنتهاء من الحراثة (العمل) ويبداؤن الدمس (التسوية) يقولون (ألآ يا غلامين - يقصد الثوران - يا نافداها إذا هيّف -أقترب- العصرمدّت خُطاها لتشجيع ثيران الحراثة - الضمادة- على السرعة.
3) ويالله يا منبت الحَبّ يابس يوم نذرىٰ به تُقال عند بذر أنواع الحبوب عموماً.
ولكل مرحلة من مراحل الفلاحة والحصاد لها أهزوجة خآصة بها،
وفي الجانب الآخر من حياة البساطة لسُكّان القُرىٰ والأرياف المهتمين برعي المواشي أهآزيج خآصة بها ولها رونقها جمالها الأخّآذمصحوبة بالعزف على الناي - كما ذكر كاتبنا أبو مازن- وبالنقر على المنقيرىٰ فأغلب ما يصاحب صوت المنقيرىٰ هو طرق اللعبوبأصوات جميلة،
والعزف على الناي - المزميرا- يصاحبه موروث جميل هو المطرّق - صوت الجبل - وبلحن جميل ومؤثّر مغلّف بنبرة حِزنْ المشاعر بينالمحبين مثل،
بديت من رأس الشفا عصر تالي،
وأخيّلك يا ذا الكوادي على الماء.
وماذا معك ياطارد في مقفّي،
لم عاد في طرد المقفّين حيلة.
وغيرها من الموروثات ذات الطابع البسيط ولا تخلو من جمال الروح وبديع الألحان ويزيد من جمالها الصوت الجميل المؤثّر،
أشكر لك يا أبا مازن جميل فكرك الذي ذكّرنا بتلك الموروثات التي لها الأثر البالغ في النفس والحنين إلى الماضي رعاك الله@