إننا نشهد انطلاقة جديدة تستمد قوتها من قاعدة شعبية تفخر بقيادتها التي تعمل كل جديد من أجلها. ففي الصحف وفي المقابلات تزدحم علينا التساؤلات المملوءة بالدهشة وبالإعجاب؛ لما يحدث في المملكة من تطور ومن تحديث بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

والحقيقة أنه لا يمكن لنا تدوين هكذا تطور، وهكذا تحديث، أو قل اختصارهما في مجرد أجوبة على تساؤلات الإعلام الملحة بشدة على الوصول إلى أجوبة؛ ذلك لأن التاريخ وحده هو القادر على تدوين هذا الجهد الكبير للدولة وللمسؤولين من أجل تدشين مرحلة جديدة تضاهي تلك الدول المتقدمة في المستقبل القريب بإذن الله، فالتطوير هنا يتم على مستويين متوازيين؛ مستوى بنية الدولة في شكل مشاريع ومؤسسات، والثاني على الفرد والتنمية البشرية بما تحتاجه من تنوير ووعي وثقافة، وعلم وكل ما يساهم في بنية العقل الجمعى عامة، وهذا حقيقة أمر غير يسير لكن القادة قد عودونا على التحدي وسرعة الإنجاز.

وهنا نستطيع القول: إن الدولة السعودية تحيا شابة فتية عبر علامة فارقة، بمعنى تلك اللحظة التاريخية في حياة الشعوب تحسب بما قبل وما بعد.

هكذا نحن الآن نعيش تاريخاً جديداً؛ وهنا يجب أن تتوقف الأسئلة وتشده الأفواه لترى فقط وفقط ما يحدث كل يوم من جديد! من بنى وتشييد وهيكلة وخطط استراتيجية وبنى تحتية؛ بهدف بناء الشخصية وتحقيق منجزها ورفاهيتها واستنباتها بوعي شديد وبمفهوم تنويري متقن في ضوء التمسك بأصالتها وعقيدتها اللتين تشكلتا من سمق هذا التاريخ.

هذا ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين في هذه الحقبة الإصلاحية من تاريخنا.

وهذا لا ينفي التطور والتحديث الذي مرت به المملكة من قبل، ولكنها حتمية مواكبة الرَكب العالمي وتطوره الوثاب الذي لا ينتظر أحداً.

هكذا أدرك القائمون على الدولة ومؤسساتها ضرورة التطور ففي كل يوم تتلاحق الأنفاس لمتابعة الكثير من القرارات والأوامر الملكية الرشيدة. فلا نلبث أن نتابع منجزات رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان 2030 وما تحققه من نجاحات، ولا نستثني تلك القرارات المهمة والخاصة بالمرأة السعودية وتمكينها في شتى المجالات، حتى نتابع قرارات مجلس الوزراء بإنشاء إحدى عشرة هيئة في وزارة الثقافة لمختلف الفنون من مسرح وعمارة وطباعة ونشر وترجمة ومتاحف وعمارة وفنون طهي وغير ذلك ذلك من الهيئات التي من شأنها تشكيل الذهنية وإيقاظ الوعي وتحقيق الإبداع والتمكين، وكل ما هو رائع بالنهوض بالثقافة والإبداع؛ وهو أمر في غاية الأهمية لتحقيق هذا الحلم الكبير لكل أبناء الوطن قبل مثقفيه وبشكل مؤسسي متخصص يضمن له التحقق والنجاح بإذن الله تعالى.

من قبل هذا وذاك كانت قرارات خادم الحرمين الشريفين التي أدارت رؤوس العالم وصانعي القرار بانفتاح اجتماعي واقتصادي، إذ بدأت المملكة نهاية العام الماضي بإصدار التأشيرات السياحية لمواطني تسع وأربعين دولة أوروبية وأميركية وآسيوية، ومن هذا المنطلق صدرت القرارات الرشيدة لخادم الحرمين -حفظه الله- بتحويل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العامة للرياضة إلى وزارات للسياحة والاستثمار والرياضة على التوالي، ثم يأتي مع ذلك دمج كل من وزارة الخدمة المدنية مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مع تعديل اسمها لتصبح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

إن ذلك لم يكن مجرد تغيير وتنظيم فحسب، بل لخدمة هذا الانفتاح التنموي والاستراتيجي والقرارات التي سبقت في ضوء رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- 2030، والتي تعتمد على النهوض بالإنتاج المحلي، وتنهض بين دول العالم المتسارع الخطى، بل هي كذلك، هي السعودية الجديدة التي سيدون التاريخ ذلك في صفحاته البيضاء وبمداد الذهب، لأنها التي تجدد نفسها كل حقبة فتظل باقية شامخة بقادتها وبشعبها الأبي المحب لمليكه وسلطاته في عناق مستمر، هذا العناق هو السر في كل شيء، والذي ما أن يكون حتى يتبادر الكل قبل الفرد وبلا استثناء في تنفيذ الأوامر بحب وطواعية، ذلك لأنه يثق تمام الثقة أن ما يتخذه مليكه كله خير وكله مبني على دراسات ووعي وعلم، فالأمر جد ليس بهين على الإطلاق.

ومن هنا تأتي الخطوة المتممة لهذه القرارات وهو الجد بلا كلل وبحب بلا تردد وبسرعة بلا تأخر في الإنجاز على المستوى الجمعي للقاعدة العامة بشكل عام، وهذه هي الخطوة المتممة والمكملة لتحقيق الحلم الذي طالما انتظرناه من هذه القرارات الرشيدة.

إن هذا التكاتف وهذه الثقة وهذا الحب بين القيادة والمواطن في المملكة هو ما يقودنا حتماً إلى عالم من النجاح والازدهار، وهو ما قد لا يتحقق في دول أخرى غير السعودية بفضل الله وكرمه.

ولذلك نستطيع القول: إنها لحظة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية الجديدة.