الازدواجیة في السیاسة الأمریكیة لا تحتاج لمن یكشف عورتھا، فھناك الممارسات العنصریة ضد السود
شواھد صارخة داخل المجتمع الأمریكي تتعلق بحقوق الإنسان لم تستطع الإدارات الأمریكیة المتعاقبة
معالجتھا برغم الثراء والتفوق التقني وقوة الاقتصاد ومشاركة المواطنین السود في كل جوانب الحیاة فناً
وریاضة وعسكریة وغیرھا. والحالة الثانیة موقف الولایات المتحدة الأمریكیة من القضیة الفلسطینیة
برغم كل الممارسات الإسرائیلیة البشعة ضد الشعب الفلسطیني خلال سبعین ًعاما مضت ومازالت تغض
الطرف وتوفر الغطاء السیاسي المطلق لحمایة إسرائیل من أي عقوبة ضدھا إلى درجة أنھا جعلت من
مجلس الأمن وقراراتھ مھزلة عبثیة بسبب دعمھا المطلق لإسرائیل. والمتابع للإعلام الأمریكي المسیَّس
یدرك أن ھناك بُغضاً للعرب والسعودیة على وجھ الخصوص یبث سمومھ باستمرار لسببین رئیسیین،
القوة الناعمة الممثلة في أرض الحرمین الشریفین والروابط الروحیة لأكثر من ملیار ونصف الملیار
مسلم تبذل السعودیة بسخاء على التطویر والتسھیلات لتمكین المسلمین من أداء مناسك الحج والعمرة
والزیارات بیسر وسھولة في جو آمن برغم تزاید الأعداد في كل عام یُضاف إلى ذلك مشاركة السعودیة
الإیجابیة في دعم المناطق والدول المنكوبة مباشرة ومن خلال برامج منظمات الأمم المتحدة وكذلك
نجاحھا بین دول العشرین والمحافظة على توازن أسعار الطاقة وضمان تدفقھا وأھمیتھا للاقتصاد العالمي
بكل ما یعنیھ ذلك لحیاة الإنسان في كل مكان من العالم، ومع ذلك تمن على السعودیة لأنھا تشتري منھا
أسلحة مدفوعة الثمن ً مقدما وبأعلى الأسعار متناسیة ما یعنیھ ذلك لاقتصاد أمریكا والدول الكبرى بصفة
خاصة. والرئیس جو بایدن الذي عمل في لجنة الشؤون الخارجیة في الكونغرس لما یزید على ثلاثة عقود
مطلع على دور السعودیة في محاربة الإرھاب ولكنھ یتجاھل ذلك بسبب ھوامش سیاسیة ردیئة تحركھا
سیاسة الكومیدیا السوداء في داخل أمریكا وخارجھا. وإذا كان جو بایدن ومستشاروه یظنون أن السعودیة
لن تتعامل بالمثل -عندما قالوا إن مصلحة أمریكا أولاً- فھم واھمون بأن شروط اللعبة السیاسیة التي
یھددون بتغییرھا من طرف واحد ستبقى على ما ھي علیھ من قبل القیادة السعودیة لأن مصالح الولایات
المتحدة الأمریكیة مع السعودیة عمیقة والحفاظ علیھا یتطلب فھماً وتعاوناًمن الطرفین بدون وصایة
وسیاسة لي ذراع.
تدخل التحالف في الیمن بقیادة السعودیة كان ومازال من أجل الحفاظ على وحدة الیمن وإعادة الحكومة
الشرعیة ومحاربة بؤر الإرھاب بالتعاون مع الإدارات الأمریكیة والتصدي لسیاسة إیران العدوانیة في
المنطقة والسعودیة لن تساوم على أمنھا واستقرارھا لأن أمریكا أو غیرھا یریدون ذلك. والشعب
السعودي یقف بحزم خلف قیادة خادم الحرمین الشریفین وولي عھده الأمین محمد بن سلمان یحفظھم الله
نقلا عن المدينة