عند نقطة البداية، تبدأ رحلة التعليم، ومعها تبدأ رحلة البحث عن المحطة المناسبة التالية للتوقف وتبديل قطار التعليم بقطار العمل والشغل. فيتأخر البعض في الوصول لنقطة التقاء المحطة الأولى والمحطة الثانية، ويوفق البعض بتغيير قطار التعليم بقطار العمل في وقت قياسي وفي الوقت المناسب، فما أن يضع الشاب أو الشابة قدمه على درجات سلم الرحلة الجديدة «رحلة العمل»، حتى تتم مراجعة الأهداف وتحديثها، ليتصدر «هدف الزواج» الأهداف لدى غالبية السعوديين وكثيرين غيرهم من الشعوب. عندئذ وبعد تحقيق الهدف الثالث «الزواج»، وبعد مراجعة قائمة الأهداف وتحديثها على خلفية تحقيق الهدف الثالث، يتصدر أهداف الشاب والشابة الهدف الرابع «هدف السكن». هذا الترتيب لا يسري بطبيعة الحال على الجميع لكنه الخط الرئيس للغالبية. فالبعض على سبيل المثال يقدم الهدف الرابع على الهدف الثالث أو يستمر معه الهدف الأول حتى ما بعد الهدفين الثاني والثالث، والبعض يعود للهدف الأول بعد الهدف الثالث وهلم جرا بعد الزواج ومعه، تتغير الأهداف فتتقدم أهداف وتتأخر أخرى، لكن الهدف الأبرز والأهم بينها هو المسكن، ليصبح المطلوب الأول بين قائمة الأهداف، وفي سبيل تحقيقه، تتوقف أو تتأجل كل الأهداف الأخرى وتصبح جانبية.
في كل الأهداف السابقة، هناك تخطيط من قبل الفرد ومن قبل الحكومة، وكلما كان التخطيط الحكومي حاضرا ومبكرا، مضى القطار بسهولة ويسر وسهولة دون عقبات ومن دون عثرات. فليس مهماً أن يقتصر التخطيط لكل هدف على حدة، المهم هو التخطيط والتنسيق بين كل قطار والقطار الذي يليه حتى محطات التوقف ما بين القطار الأول والثاني والثالث والرابع.