تصوير القضية بأنها لا تحتمل خياراً ثالثاً يقلقني أكثر من كونها لا تقبل الحياد، ولست هنا لتأصيلها أو سبرها أو نقضها، بل سأنقل رأياً عن درويش التقيته ذات مساء على قارعة طريق يمشيه بلا حذاء، فأوصلته رصيفاً أسماه "بيتاً ، و د أمطرته أسئلة وأوسعته جدلاً عن موقفه، فأفصح
وأنقلها لكم بتصرف:
(وأي شأن لدرويشٍ / أوسعتموه نسياناً
منذ النكسة : وكأنه العربي الوحيد المتبقي
ليتحمل الهزيمه،
تحتضنه الأرصفه و يمقته المارون،
والآن فقط آن لكم أن تتجادلون؟
وتستدرجونه الرأي
ولكني لن أبادلكم النأي
وأيضاً لن أشاطركم هذيانكم
فـ قبل هذه القضيه وتلك القضية
وتلك وتلك وتلك
دعني أسألك:
( " أترى حين أفقأ عينيك !
ثم أثبت جوهرتين مكانهما،
هل ترى ؟!
هي أشياء لا تُـشتـرى .." ) *أمل دنقل
ثم أردف وقال أن: ( حصر الخيارات أشد وطئة من سلب الإختيار ) وغادر.
عزيزي القارئ:
وقع الكاتب الموقّع أدناه في شَرَك الحيرة مجدداً، لولا أن تداركه همسة من قلبه { أَنِ اغدوا على
حرثكم إن كنتم صارمين }

