أَنَخــتُ طَرفِـيَ فِـي أَحـضَانِ جَنَّتِهَـا
حَتَّـى ارتَوَيـتُ بِهَـا عَـن وَافِـرِ الدِّيَـمِ
فَفَــاضَ شَوقِــيَ إِعجَابًـا تَوَشَّحَهَــا
مِن مَفرِقِ الرَّأسِ حَتَّى مَوطِئِ القَدَمِ
جَبِينُهَــا رِمـــشُ عَينَيهَـــا وَمُقلَتُهَـــا
ضِـيَـاءُ صُبْـحٍ يُـوارِي عَتمَــةَ الظُّلَــمِ
وَالثَّغـرُ وَالأَنــفُ تَسبِيــحُ الزُّهُـورِ إذَا
تَفَتَّــقَ الـرُّوضُ عَـن طَلْـقٍ وَمُبتَسِــمِ
يَـرِقُ مِـن صَحنِ خَدَّيهَا الحَرِيرُ وَفِي
إربَـــاكِ غَمَّازَتَيهَــــا حَيــــرَةُ الكَلِــــمِ
وَثَـــورَةُ الجِيــدِ وَالأَكتَـــافِ أُغنِيَـــةٌ
تَكسُـوْ لُحُـونَ التَّصابِـي نَشـوَةَ النَّغَمِ
أَمَّــا القَـــوَامُ فَــلا وَصـــفٌ يُمَاثِلُـــهُ
كَأَنَّمَــا خُلِقَــــتْ حُســـنًا مِـنَ العَــدَمِ
قَصِيـدَتِي أنـتِ يَـا أنـتِ وَمَا هَطَلَـتْ
حُـرُوفُهَــا عَبَثًــا مِـن مَبسَــمِ القَلَــمِ
أبو مراد /عبد الله مليح الأسمري