يحث الإسلام، وهو دين الفطرة، الناس على حسن الخلق. ويُروى عن سيدنا ونبينا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام قوله « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وهو المصطفى الذي قال فيه الله عز وجل }وإنك لعلى خلق عظيم } وأحسب أن هذه الأدلة تجعل حسن الخلق سمة من سمات الإنسان المسلم. وأجدني أميل كثيراً، بحكم تخصصي في الاقتصاد ، إلى الربط بين سمات الإنسان وسلوكياته. وأرى أن لسلوكيات الإنسان إستحقاقات وتبعات إقتصادية، ناهيك عن تلك الإستحقاقات المرتبطة بالشأن الفكري أو الاجتماعي.
وتستند هذه الرؤية إلى أن الاقتصاد هو ذلك العلم الذي يقوِّم سلوكيات الإنسان فيما يتعلق بإدارته للموارد المتاحة له وكيفية استثمارها في عمليات الإنتاج التي يفترض أن تحقق المستوى الأفضل للعيش والرفاه في المجتمع. ولا يمكن أن يتحقق هذا الوضع إلاَّ من قبل إنسان رشيد، ولهذا تفترض النظريات الاقتصادية أن يكون الإنسان راشداً يتخذ القرار السليم الذي يتفق مع المنطق. فإذا كان الخيار الأول، على سبيل المثال، هو الأفضل من بقية الخيارات المتاحة أمام متخذ القرار في مسألة اقتصادية ما، فإن الإنسان الراشد سيختار هذا الخيار، لأنه من وجهة نظر اقتصادية، هو الخيار الأمثل الذي يحقق الاستثمار الأفضل للموارد المتاحة.
وفي المقابل، فإن سلوكيات الإنسان تعكس حصيلته الأخلاقية، وهي مجموعة القيم والمبادئ التي نشأت معه وتربَّى عليها. وهو بُعدٌ يتجاوز حدود مسؤوليته الشخصية ولكنه لا يلغيها ولا يعفيه منها، لكنه يشرك المجتمع معه باعتباره البيئة التي ترعرع وعاش فيها وكانت بمثابة البوتقة التي انصهر فيها مثله مثل بقية أقرانه وأمثاله في المجتمع.
من هذا الترابط والتشابك الواقعي لسلوكيات الإنسان في المجتمع، تأتي الإستحقاقات والتبعات الاقتصادية التي نقصدها، وهي إمَّا أن تكون إيجابية في صالح الاقتصاد، أو سلبية تمثل سوء استثمار الموارد المتاحة أو هدرها، بل قد يكون في ذلك تأثير مباشر على تخصيص الموارد بين الخيارات المتاحة بشكل يؤدي إلى سوء الاستثمار أو زيادة تكلفته.
- اليابان تطلق مركبة الشحن “إتش تي في-إكس” إلى محطة الفضاء الدولية
- الأمين العام للأمم المتحدة يأمل أن تلتزم بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
- بروكسل تعد القاهرة بمساعدات بقيمة 4 مليارات يورو خلال أول قمة أوروبية – مصرية
- لشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء ورئيسًا عامًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير
- الأمير محمد بن سلمان يوافق على اتفاقية مقر لمركز «أكساد» في المملكة
- 339 مبتعثًا سعوديًا يدرسون الأمن السيبراني في أكثر من 85 جامعة أمريكية تعزيزًا لتصدر المملكة العالمي في هذا المجال
- بدء أعمال هدم جزء من البيت الأبيض.. وترامب: سنبني قاعة رقص كبيرة
- التدريبات الرياضية هي أفضل علاج لأوجاع التهاب مفاصل الركبة
- معاصر الزيتون بالجوف تواكب زيادة الإنتاج وتلبي الطلب العالي للمزارعين
- اختيار السغودية رئيسة للذكاء الاصطناعي عالميا
د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني

إقتصاديات الأخلاق
Permanent link to this article: https://www.alwakad.net/articles/1942264.html
