عُقد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، لقد أوضح تقرير الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي ألقاه في المؤتمر هدف السياسة الخارجية للصين بشكل واضح.

أولا: إن الصين تنتهج بثبات سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتظل تحدد مواقفها وسياساتها حسب جوانب الصواب والخطأ في القضايا ذاتها، وتحافظ على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وتحمي الإنصاف والعدالة الدوليين، وإن الصين تتمسك دائمًا بثبات بأغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتتمسك بالنظام الدولي مع وجود الأمم المتحدة في جوهره، وتتمسك بالنظام الدولي القائم على القانون الدولي، تشارك الصين بشكل كامل في الشؤون المتعددة الأطراف، وقد تم انضمامها إلى جميع المنظمات الدولية الحكومية العالمية تقريبًا وأكثر من 600 اتفاقية دولية، كما تم إبرام أكثر من 27000 معاهدة ثنائية، وإن الصين تلتزم بجدية بواجباتها الدولية، مع العلم أن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي كتبت في دستورها «الالتزام بمسار التنمية السلمية»، وتشارك بنشاط في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والعمليات الدولية للحد من التسليح ونزع السلاح ومنع انتشاره.

ثانيا: إن الصين تعارض بحزم نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها وعقلية الحرب الباردة والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى إضافة إلى تطبيق معايير مزدوجة. تحترم الصين دائمًا سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها، وكذلك مسارات التنمية والأنظمة الاجتماعية التي تختارها شعوب جميع الدول بشكل مستقل، اعتبارا بأن جميع الدول مهما كانت كبيرة أو صغيرة، قوية أو ضعيفة، أعضاء متساوين في المجتمع الدولي. لم تشعل الصين أبدًا حربًا بمبادرة منها، ولم تغزُ أبدًا شبرًا واحدًا من أراضي الدول الأخرى، وهي الدولة الوحيدة التي وعدت بألا تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية من بين الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية، منذ وقت قريب طرحت الصين مبادرة أمنية عالمية، داعية جميع الدول إلى الحوار بدلا من المواجهة، والتفاوض بدلا من الإكراه، الشراكة بدلا من التحالف، الفوز المتعدد بدلا من لعبة صفر، فعليه أن نولي أهمية للمخاوف الأمنية المعقولة من بعضنا للبعض، وتعزيزا لبناء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام، وتستجيب هذه المبادرة للحاجة الملحة للمجتمع الدولي للحفاظ على السلام العالمي ومنع الصراعات والحروب.

ثالثا: إن الصين تثابر على تطوير التعاون الودي مع جميع البلدان على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، ودفع بناء علاقات دولية جديدة الطراز، وتعميق وتطوير الشراكة العالمية المتسمة بالمساواة والانفتاح والتعاون، وتكريس نفسها لتوسيع ملتقى مصالحها ومصالح البلدان الأخرى، حماية مصالح الدول النامية المشتركة، وفي العام 1955، طرحت الصين المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في مؤتمر باندونغ، التي تصبح حجر الزاوية لسياسة الصين الخارجية، قد أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع 181 دولة، وأقامت أشكالًا مختلفة من الشراكة مع 112 دولة ومنظمات دولية، كما تشق طريقًا جديدًا للتبادلات بين الدول، وفي الصعيد المتعدد، تلعب منظمة شنغهاي للتعاون ودول البريكس وغيرهما، والتي شاركت الصين في تأسيسها دورًا متزايدا ومهما في الشؤون الدولية والإقليمية.

رابعا: إن الصين تظل تشارك بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها، وتتمسك بالتعددية الحقيقية، بغية تعزيز إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، ودفع تطور الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة وعقلانية، تحظي مبادرة «الحزام والطريق» التي طرحت عليها الصين بترحيب واسع من المجتمع الدولي، فقد وقعت الصين على وثائق تعاون خاصة بها مع 149 دولة و32 منظمة دولية، كما أنشأت البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) وصندوق طريق الحرير، مما أدى إلى إنشاء منصة أشمل وأكثر تحميل وأكبر أحجام من منصات التعاون الدولي، وفي مواجهة جائحة وباء كوفيد - 19، تعزز الصين وتشارك بنشاط في التعاون الدولي لمكافحة الوباء، وقدمت أكثر من 2.2 مليار جرعة من اللقاحات لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وتعاونت مع 20 دولة لإنتاج اللقاحات محليًا.

إن الصين والمملكة العربية السعودية شريكان استراتيجيان شاملان، ويتبع كل منهما سياسة خارجية مستقلة للسلام ويعارضان التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والهيمنة. وفي الصعيد الدولي والإقليمي، يحافظ البلدان على التنسيق والتعاون الوثيقين ويقدم كل منهما للآخر دعمًا مهمًا، ستواصل الصين في الالتزام بهدف سياستها الخارجية المتمثل في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وستعمل مع الدول الأخرى بما فيها المملكة العربية السعودية لدفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والتكاتف مع شعوب العالم لخلق مستقبل أجمل للبشرية.

  • سفير جمهورية الصين الشعبية

وممثل الصين في منظمة التعاون الإسلامي