بينما تستمر مسيرة التنمية كأكبر ورش في العالم حاليا للوصل إلى أبعد من المستقبل، نواجه في الفترة الحالية هجمة إعلامية غير مستغربة ولكنها مستمرة، وبمعنى أدق غوغائية، لأنها ترتكز على الأفراد بوسائل التواصل الاجتماعي، ولأن الحياة وحسب الاستراتيجية السعودية لا تتوقف مهما كانت الصعاب، فما يدور حولنا من استهداف، هو مسلسل متواصل من سنين طويلة وان اختلفت الوسائل والمؤثرين فيها.

مئات الاطنان من المساعدات تُرسل لإخواننا في غزة، وحملات رسمية وشعبية لمناصرتهم، ومؤتمرات سياسية على أعلى المستويات لدعم قضية فلسطين، وحراك رسمي بهذا الخصوص، بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات، ورغم كل هذه المساعي، لن تتوقف المسيرة التنموية، ولن تتوقف متعة الاستمتاع بالإمكانيات والمزايا والجهود المبذولة لتكون السعودية الوجهة الأولى عالميا، وهي المؤهلة لذلك لعوامل عديدة لا يمكن أن ينافسنا فيها أي دولة، مهما سبقتنا تاريخيا بهذا المجال.

الغوغائية الإعلامية الموجهة ضد السعودية في هذه الفترة، جعلت من الكثيرين يصلون لمرحلة مضحكة بالفعل، في التنفيس الطريف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون رقيب ولا حسيب، وصل الأمر من طرافته أن تكون هناك دعوات لوقف الذهاب للحج والعمرة، وهي بطبيعة الحال ومع الاعتذار، حملات «غبية» ولكنها بالفعل تكشف عن جوانب أخرى لعقلية الكثير من الشعوب، والأمر الأخطر أن تكون السعودية وسيلة لإشغال هؤلاء الغوغائيين عن الأزمات الاقتصادية الموحشة التي يعيشونها، فبدلا من انشغال هؤلاء بمستقبلهم، تجدهم على سبيل المثال يجعلون من مواطن عربي أصيل كالفنان بيومي فؤاد، مصدر تنفيس لمشاكلهم، حتى لو وصل الأمر لأمور غير أخلاقية بالخصومة، والحال مع من يظهرون لنا من عواصم أوروبية ممن ينتسبون بالاسم لفلسطين، وتجدهم وبمقطع واحد وهم نكرات، متداول شتمهم غير الأخلاقي علينا وبصورة تثير الاستفهامات، كون هذا الأمر هو دلالة أن وراءه تنظيمات وكيانات سياسية وليس الأمر مجرد غوغائية فردية.

مسيرة النماء والنظرة لما بعد المستقبل، هي طموحنا، والجهود التي تبذلها السعودية منذ عقود ولازالت للقضية الفلسطينية لا ينكرها إلا جاحد، لذلك من الطبيعي ما يحدث حولنا، لأنه ببساطة الدولة الوحيدة التي تواصل المستقبل إنسانيا واقتصاديا، وهذا ما ينقص الكثيرين، ولكن نحتاج لاستراتيجية إعلامية منظمة، لأننا وبكل شفافية مقصرين بهذا الخصوص، ونعتمد على وسائل قد يكون تأثيرها داخليا وليس خارجيا وهذه هي الحقيقة.

نقلا عن الرياض